|
الجزيرة - الرياض
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز - رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يتم مساء اليوم السبت توقيع اتفاقيات تفاهم لتنفيذ برنامج «المسح الوطني للصحة النفسية في المملكة العربية السعودية: (الصحة وضغوط الحياة)، والذي يقوم بتنفيذه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالتعاون مع أربع جهات حكومية وبالشراكة مع عدد من الجهات العالمية، وهي منظمة الصحة العالمية وجامعة هارفارد وجامعة ميتشجن.
كما سيتم توقيع اتفاقيات شراكة إستراتيجية بين المركز وكل من وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الصحة، وزارة التعليم العالي، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وجامعة الملك سعود.
وسيتم توقيع اتفاقيات برنامج المسح الوطني للصحة النفسية بين مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وكل من: وزارة الصحة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وجامعة الملك سعود، وذلك بقصر طويق - بحي السفارات بالرياض.
ويهدف برنامج المسح الوطني للصحة النفسية الذي يتبناه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالتعاون مع تلك الجهات، إلى توفير رؤية مستقبلية للمهتمين ومتخذي القرار في القطاع الصحي والتي تساعدهم في وضع الخطط اللازمة لتوفير الخدمات العلاجية والوقائية والتأهيلية في المملكة العربية السعودية. كما أن الهدف الرئيس من هذه الدراسة هو التعرف على نسب انتشار الاضطرابات النفسية في كافة مناطق المملكة، وحجمها ووسائل العلاج المتاحة لها.
ويؤمل من نتائج هذه الدراسة الميدانية تقليص الفجوة بين حجم المشاكل النفسية المتزايدة، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وحسب البرنامج الزمني المعتمد لتنفيذ هذه الدراسة التي ستبدأ بمنطقة الرياض كمرحلة أولى ثم يتم التوسع بها لتشمل كافة مناطق المملكة.
والجدير بالذكر أنها أول دراسة للمسح الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة وهي عبارة عن بحث ميداني وبائي، يجرى على عينة ممثلة لسكان المملكة العربية السعودية القاطنين في الحضر والأرياف. وستشمل عينة الدراسة التجريبية (10.000 شخص) يتم اختيارهم عشوائياً من الجنسين الذين تقع أعمارهم بين سن (15-65) سنة في مدينة الرياض. وستجرى المقابلات المباشرة مع أفراد العينة بواسطة فرق بحثية مدربة من منسوبي وزارة الصحة ومعتمدة من قبل خبراء المسح العالمي للصحة النفسية.
كما تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت بالإشراف على تنفيذ دراسة المسح الوطني للصحة النفسية في (29) دولة على مستوى العالم منذ بداية الدراسة في عام 1990م، وذلك بالتنسيق مع جامعة هارفارد التي قدمت الدعم العلمي اللازم لتنفيذ هذه الدراسة. وسوف تكون المملكة العربية السعودية هي الدولة رقم (30) التي تقوم بتنفيذ هذه الدراسة على المستوى العالمي.
وكان من أهم الأسباب التي دعت منظمة الصحة العالمية للقيام بمثل هذه الدراسة الهامة وجود الإحصائيات التي تشير إلى أنه يوجد في العالم (450) مليون شخص يعانون من اضطرابات نفسية، وهذا المشروع الهام ليس مجرد مشروع مسحي وإحصائي فقط، بل يتعدى ذلك ليصبح له أبعاد إنسانية واجتماعية واقتصادية.
كما أن هناك العديد من الإحصائيات التي تشير إلى أهمية القيام بهذه الدراسة، ومن ذلك التكلفة العالية لعلاج من يعانون من الاضطرابات النفسية، حيث بلغت نسبة التكلفة من 3-4% من إجمالي الدخل القومي في كل من أمريكا والدول الغربية، كما أن الضغوط النفسية في حياة الإنسان السليم تؤدي إلى تخفيض العمر الافتراضي للإنسان (بعد مشيئة الله) بمقدار الربع وذلك نتيجة تعرضه لهذه الضغوط.
كما أن الضغوط النفسية تسببت في ضياع العديد من ساعات العمل من خلال الغياب المتكرر عن العمل، حيث بلغت نسبة الغياب ما بين 35-45% في أمريكا والدول الغربية. كما أن بعض الإحصائيات في أمريكا أشارت إلى أن عدد أيام العمل التي يتم إضاعته من قبل الرجال والنساء والأولاد بسبب ما يعانون من الاضطرابات والأمراض النفسية تصل إلى (75 يوم عمل)،
ويتضح من هذه الإحصائيات مدى التأثير الاقتصادي الذي يلحق باقتصاديات دول العالم من جراء تأثرها بالاضطرابات النفسية، هذا إلى جانب العديد من التأثيرات الأخرى مثل الجوانب الصحية والإنسانية والاجتماعية.