لا أرى ثمة ما يستدعي غضب جماهير الزعيم لمجرد أنّ فريقهم خرج من مسابقتين بعد أن حقق بطولتين من العيار الثقيل.. أي نصف بطولات الموسم، وترك النصف الآخر لبقية الفرق.
- صحيح أنّ طموحات ومطالب جماهير الزعيم تختلف تماماً عن مطالب وطموحات جماهير الأندية الأخرى، وذلك تبعاً للاختلاف الجذري بين الزعيم وبين الأندية المنافسة سواء من حيث المنجزات والقدرة على الظفر بها، أو من حيث النجومية والحضور والإبهار.
- ولكن هذا لا يعني بأي حال ضرورة أن يظل مطالباً بتحقيق كل البطولات التي يشارك فيها.. كما لا يعني حتمية أن يظل في منأى عن الخسارة حتى وهو يعاني جملة من العوامل القهرية الصعبة.
- منطقياً.. على هذه الجماهير التي تعودت على الاحتفالات بالمنجزات مثنى وثلاث في كل موسم.. أن تنظر حولها، فستجد أنّ هناك من حفيت أقدامهم لهثاً خلف الظفر بواحدة من بطولات الزعيم الموسمية على مدى عقود من الزمن وفشلوا.
- كما أنّ عليها أن تنظر كيف أنّ نجوم ناديها قد استحوذوا على ثلثي جوائز القناة الرياضية الموسمية بكل جدارة.
- حسن العتيبي، أسامة هوساوي، أحمد البخيت.. علاوة على جائزة اللاعب المثالي التي نالها النجم الكبير (محمد الشلهوب).. كل هذه المنجزات لم تتحقق من فراغ أو بضربة حظ.
- أكيد أن لا أحد يستسيغ الخسارة.. ولكن هذه كرة القدم، وهذه نواميسها وأعرافها، ولا يوجد على وجه الأرض قاطبة ذلك الفريق الذي لا يخسر.. وإلا لفقدت التنافسات قيمتها وأهدافها، وحتى رونقها وجمالها.
- يعني بصريح العبارة.. (الطمع شين) وعليكم أن تحمدوا ربكم، وأن تشكروا الرجال الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل إسعادكم، ومن أجل أن يظل (زعيم القرن) سيداً متسيداً للساحة حتى وإن فقد بطولة، أو تعرض لخسارة مباراة أو مباريات.. بعد أن تكالبت عليه عوامل الإصابات والغيابات والحظ وتداعيات الموسم الطويل، فضلاً عن تعدد المشاركات وشراسة التنافسات.. بالإضافة إلى الاستنفار غير الطبيعي للعميد في سبيل إنقاذ موسمه من الفشل.. خصوصاً وأنه لن يجد أنسب وأفضل من هذا الوقت للانتصار على الهلال في ظل ظروفه الراهنة.
- أيضاً.. هذا لا يعني بأنّ الأمور الفنية والعناصرية على ما يرام.
مبروك للنصراويين؟!
- إذا أردت أن تتأكد من القيمة الحقيقية لأي فريق فما عليك سوى النظر إلى ردود أفعال الانتصار عليه، سواء من قبل مريدي الفريق المنتصر، أو من قبل أقلام وجماهير (المسيار) المتورطة في تشجيع ونفخ بالونات أندية أخرى لا ناقة لها ولا جمل لا في المنافسة على البطولات، ولا في فوز هذا وخسارة ذاك..؟!
- ذلك أنّ الملاحظ لردود أفعال الأقلام الصفراء بشقيها على خسارة الهلال من منافسه الاتحاد.. إنما يدرك مدى عظمة هذا الزعيم، ومدى حجم وقيمة الانتصار عليه في أعين هؤلاء.
- فعلى الرغم مما يعانيه الفريق النصراوي من مشاكل لا حصر لها.. فضلاً عن خروجه الموسمي المتكرر بخفي حنين وبالتالي بديهية انصراف تلك الأقلام للشأن النصراوي - بدلاً من الانشغال بـ(التطبيل الأهبل) للاتحاد والشماتة (البليدة) ببطل الدوري والكأس.. في حين أنّ فريقهم لم يحقق حتى بطولة (كيرم)..؟!!
- لهذا أرى أنهم أولى بالتهنئة من أنصار العميد على هذا الطموح وهذا المجد العظيم المتمثل بخسارة الهلال..؟!!
في المضمار
- استسهل العديد من الزملاء مسألة استخدام بعض العبارات والتعبيرات الخطيرة سواء في ثنايا كتاباتهم، أو من خلال أحاديثهم المتلفزة.. وبالتالي أصبح تداول تلك التعبيرات والعبارات أكثر انتشاراً بين الناس دون النظر لمعانيها وأبعادها مثل قولهم: (الفريق الفلاني يمرض ولكنه لا يموت).. حتى تحوّلت هذه المقولة بكثرة ترديدها إلى مصطلح يتم تداوله بكل تلقائية.. مما دفع بعض اللاعبين إلى القول بأنهم يمرضون ولا يموتون (استغفر الله العظيم).
- وهنا لا يمكن أن نلقي باللائمة على اللاعب وذلك عطفاً على افتراض محدودية مداركه وتجربته وعمره.. فضلاًَ عن أنه تلقف المقولة من فم أو طرح هذا الإعلامي أو ذاك .. لا سيما وأنّ الإعلامي يمثل قدوة لشريحة عريضة من المجتمع.. وهنا مكمن الضرورة بأن يكون هذا الإعلامي أكثر وعياً، وأكثر حرصاً على عدم الانزلاق إلى مستوى ترديد عبارات أو تعبيرات لا يدرك محاذيرها سواء عن جهل أو عن تجاهل ومكابرة.. فليس على وجه الأرض من لا يموت.. حتى الجبال سينسفها الله ويجعلها كالعهن المنفوش.
قولوا آمين
- أسأل الله الكريم.. رب العرش العظيم.. أن يتغمّد الأميرة (منيرة بنت سلطان) و(خالتي نورة) و(أم عبد الواحد) ابنة أختي، اللائي اختارهن الله إلى جواره مؤخراً.. بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنهن فسيح جناته، وأن يجعل أحزان ذويهن عليهن برداً وسلاماً.
«إنا لله وإنا إليه راجعون»