«الحِسْبة من النِعم الكبرى» في مجتمعنا السعودي، وقد تعرضت «لنقد كبير وحاد» في العديد من الأوقات، نتيجة الأخطاء والسلوكيات التي يقع فيها «المُحتسِب في الميدان» وعادة ما يبرز سجال حول أداء وتطوير هذا الجهاز الحكومي!!
* وأعتقد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حاجة مستمرة لتسويق نفسها للمجتمع، «كحارس للفضيلة», لا يمكن الاستغناء عنه، وذلك عبر تعريف جيل الشباب خصوصاً بأهمية وجودها ودورها في حفظ الآداب العامة، وحماية المجتمع ككل، بنشر الأرقام المهولة التي تملكها للقضايا والسلوكيات الخاطئة من البعض في مجتمعنا!!
* وهذا يحتاج «برأيي» لعمل طويل «مخطط ومضني» لتحسين صورة هذا الجهاز في عيون الناس، عبر رفع كفاءة المنتسبين الميدانيين لها خصوصاً، وهنا النقطة الأهم.
* دراسة ميدانية سابقة تقول إن 11% من المجتمع السعودي يشعرون بالتوتر والقلق بوجود رجال الهيئة داخل الأسواق والمجمعات، وهذه نتيجة طبيعية، فقد يكون هؤلاء هم من تخالفهم الهيئة لسلوكياتهم الخاطئة وقد يكون من بينهم أيضا من تعرض لأخطاء الهيئة.
* لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمثل نظاما رقابيا يتكامل وينسجم مع النظام الاجتماعي والأمني في المجتمع الإسلامي المثالي، وهي ضرورة لا بد من وجودها.
* مؤخراً وحسب تقرير «الهيئة الإحصائي الأخير» في نسخته لعام 1430-1431هـ فقد تمَّ إيفاد «20 موظفاً» لدراسة الماجستير في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية «لتخصص عدالة اجتماعية»، لرفع كفاءة القيادات الإدارية.
* كما دربت الهيئة «1804» من موظفيها وكان للعاملين في الميدان النصيب الأكبر، كما أن الهيئة اليوم تملك خطة «حِسْبة» الإستراتيجية الشاملة طويلة الأجل لتواكب مهام التحديث والتطوير فيها.
* إنها خطوات «جيدة نحو الأمام» تعكس الرغبة في التطوير تُذكر فتُشكر «كنا بالأمس ننتقد واليوم نشيد»!! وهذا ما تُلزمه أمانة الكلمة علينا، فنحن أبناء هذا المجتمع ننبض بحسه في كلا الاتجاهين!! وننتظر المزيد، لنلمس آثار هذا التطور والتغير على وجوه رجال الهيئة في الميدان خصوصاً عند الاشتباه بأحد!! فهل ستكون الابتسامة، هي مفتاح عمل الميدانيين من رجال الهيئة؟! وعنوان لهم؟! امتثالاً لوصية سماحة مفتي عام المملكة الذي حذرهم من الشدة والجفاء وتيئيس العصاة والواقعين في الأخطاء من رحمة الله؟! ولتفتحوا باب الرجاء والخير أمام من يقع منا في الأخطاء, فلعل تلك هي الرسالة الأسمى لجعل شبابنا يردد.. «هيئتنا فوق هامتنا»!! وإلا فلا معنى لكل خطوات التطوير إن لم نشاهدها على وجوه رجال «الحِسْبة» في الميدان!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net