كيف يتذمّر د. عبد الله بن ثاني من محاولات البعض رفع تأثير كلمة «تغريب» إلى الوصم إذا كان يرى أنّ الحركيّة وصم؟ - الأربعاء 13-7 عدد 14139
الحركيّة والتغريب كلمتان وافدتان لا علاقة لهما بشُح المطر أو قلّة الكلأ، ولا اعتماد عليهما في تصنيفات القبائل أو الإبل، والافتتان بالمصطلحات والكلمات الغازية هو «تغريب» إن شئت التأثير والتأثر، والغزو والاجتياح هو ديدن البشرية وتاريخها، ولم يقل أحد بأنّ استخدام الخندق أو المنجنيق أو سيوف الهند في نشر نور الإسلام «تغريب» أو حتى «تشريف».
الهجوم على الإسلام وأهله ليس جديداً، إنما الجديد الجديد هو أنّ البعض يقطعون بأنّ الدفاع عن حياض الإسلام وردع الطامعين بدياره لا يتسنّى إلاّ بتكفير وتفسيق وتخبيث من استطعت التطاول عليه من المسلمين وعلى طريقة «اقْصر العنْوة» أو جلد الذات كما هو مصطلح.
إذا كانت كلمة Activism معنى أصلياً للحركيّة، فهي في مجتمعها ليست دائماً سلبية إلى درجة الوصم بها، لكن محاولة الوصم بكلمة «تغريب» المستوردة كعلاج ناجع لكل هموم الأمة والاستغناء بتكفير وتفسيق المسلمين وتخبيثهم عوضاً عن مجابهة التحديات بالقدرة والحجة والتكافؤ في التنمية البشرية التي هي عمل الدفاع عن النفس وشرطه، إنْ هو إلاّ دليل على قلّة الحيلة وضعف الأدوات وعدم الأهلية والاستعداد والقدرة.
لنَدَعْ الآخرين يكشفون بضاعتهم خيرٌ لنا من الغش أو محاولة إغراق أسواقنا ببضاعة أردأ كثيراً كثيراً كثيراً.
والله المستعان.
منصور الحميدان