|
كتب - فهد الشويعر
لا نشبه الفنان العربي إلا بـ «الحصَّالة» التي تغلّفها ألوان زاهية تبتلع ملايين الدولارات ولا فائدة منها سوى تنطيط على المسرح أو كليب مخجل أو مسلسل «تافه» لكنهم للأسف لا علاقة لهم بما يحدث حولهم من أحداث قد تحركهم تجاه مجتمعهم حتى لو حدث بركان أو زلزال لا قدَّر الله.
لسنا اليوم بصدد إعطاء الرأي في «مع أو ضد» حول ما يجري من أحداث في سوريا، على سبيل المثال، لكننا نخجل أن تأتي نجمة هوليوود والسينما العالمية أنجلينا جولي من أقصى ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية لتزور مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية، في وقت امتلأت فيه الصحف خلال الفترة الماضية بتنصيب هذا الفنان وتلك الفنانة سفيرين للنوايا الحسنة، وهي للأسف كانت فقط للاستهلاك الإعلامي ولا شيء أكثر من ذلك. إن أنجلينا جولي ليست ملزمة بما قامت به، ولن نلومها إن لم تفعل.
اتصلنا أمس بعددٍ من الفنانين المعيّنين سفراء للنوايا الحسنة لكننا لم نصدم بما حدث معنا لأننا على علمٍ مسبق بما سيحدث، فبعضهم لم يرد على الاتصالات وآخرون قالوا انتظروا، والبعض قال إن ذلك ليس محل تخصصه وهو بانتظار توجيهات المنظمة التابعة له والدعم «المالي».
منذ عدة أشهر احتفلت روتانا بتعيين مجموعة من فنانيها سفراء للنوايا الحسنة، وأقامت لذلك مؤتمراً صحافياً، في دبي بالتعاون مع منظمة IIMSAM (امسام) العضو في منظمة الأمم المتحدة، حيث أعلن حينها عن تعيين اللبنانية إليسا، والكويتي عبد الله الرويشد كسفرين للنوايا الحسنة، إلى جانب الإماراتي فايز السعيد الذي تمّ تعيينه ممثلاً خاصاً لأمين عام المنظمة بقسم الفنون والترفيه للشرق الأوسط والخليج، وبحضور حسين الجسمي الذي تم تعيينه وترقيته «سفيراً فوق العادة» بعد أن كان سفيراً للنوايا الحسنة لمدة سنتين.
و في ذاك المؤتمر (الأبريلي) قال الرويشد إننا سنقوم بأعمال كثيرة وزيارات خاصة لمناطق تحتاج للعون والمساعدة، سيتمّ الإعلان عنها في حينها، أما حسين الجسمي فقال إن دورنا لا يقتصر على تقديم الفن والغناء فقط، بل يمتدّ إلى وظيفة أهم ومتصّلة مع بعضها، وهي تقديم الفرحة وزراعة البسمة على وجوه المحتاجين والمرضى، وهو هدف نبيل نسعى إليه جميعاً، حسبما قال. أما أليسا فقالت إنها ستسعى جاهدة وتقوم بمثلما تقوم به الممثلة العالمية أنجلينا جولي واستغلال فنّها لتكثيف الجهد تجاه تحقيق التنمية المستدامة لمكافحة سوء التغذية والتي تعمل عليها منظمة IIMSAM، كما تمّ التنويه بموافقة إليسا (حينها) على القيام بزيارة بنغازي في ليبيا لتقديم المساعدات.
مرّت الأيام ولم يحدث شيء مما قالت أليسا ووعدت، وهي اليوم متفرّغة لحفلات الصيف المقبلة وتصوير كليباتها، والعجيب أن لها حفلات ستُقام في تركيا على بعد مسافة قريبة من اللاجئين السوريين، والمضحك في الأمر أن كلاً من إليسا وعبد الله الرويشد وحسين الجسمي وفايز السعيد تم تنصيبهم سفراء للنوايا الحسنة (إمسام) في شهر (أبريل) الذي عُرف عنه عالمياً بأنه شهر (الكذب).
الفنانون العرب لا علاقة لهم بمعاناة الشعوب، وتقتصر هذه العلاقة على استنزاف جيوب الشباب والضحك على مشاعرهم، والسكن في أبراج عالية من الغرور الذي فَتَكَ بهم اليوم، إننا نشعر بخجل كبير أن تهرع فنانة من أقصى الغرب إلى منطقتنا بينما فنانونا الذين يدافع عنهم جمهورهم بكل طاقاته ويبحث عنهم في كل مكان يسكبون على أنفسهم عسل النوم.
في الثورة التونسية والمصرية ظهرت قوائم سوداء للفنانين والمشاهير الذين لم يتناغموا مع إيقاع الشعب، لكن اليوم يجب أن تكون هناك قوائم (عربية) أكثر شمولاً للفنانين الذين (نُصبّوا) سفراء للنوايا الحسنة، ولم يقوموا بواجباتهم.. وليتكم تعلمون كيف ينظرون للجماهير في مجالسهم الخاصة، هنا يجب أن تكون القوائم السوداء لتوظّف كما يجب في المكان الصحيح.