يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».
نقول ذلك ونحن نتلقى خبر شهيدَيْ الواجب العقيد عبد الجليل العتيبي والرقيب براك الحارثي - رحمهما الله - اللذين اغتالتهما أيدي الغدر والخيانة والذلة والإجرام، التي لم تُقِم للدين ولا للأخلاق أي وزن أو مكانة ولا تقدير أو اعتبار..
ومع ذلك فنقول هنيئاً للشهيدين - بإذن الله - هذه المكانة وهذه الخاتمة {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ}. وهنيئاً لعائلتيهما شفاعة الشهيدَيْن.
ونقول: إن بلادنا وأمن بلادنا لا يهزهما تلك الأعمال الإرهابية والإجرامية؛ فهي بلاد قامت على التوحيد وعلى وحدة الكلمة، دستورها القرآن، ومنهجها شريعة سمحة.. لا ظلم فيها ولا اعتداء.. منها انطلقت فيالق الحق والدعوة.. قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم.. ضربت بلادنا أروع المثل، وخصوصاً في هذا الوقت الذي تسود فيه معظم بلدانه حياة الغاب والظلم.. ضربت أروع المثل في التلاحم والوحدة، والتضامن والتكاتف، والألفة والأخوة.. قيادة وشعباً، علماء ودعاة، جماعة وأفراداً.. وهذه من أعظم النعم التي أنعمها الله على بلادنا..
فنسأل الله أن يديمها على بلادنا، وأن يحفظ لها دينها وقيادتها وأمنها ووحدتها {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}.