في عام (1952)، أي ما قبل ما يزيد على (نصف قرن) أثيرت مشكلة تنامي السكان وكثرته في الكرة الأرضية، وتهديده للمجتمعات في ظل عدم التوزان بين الموارد البيئية والنمو البشرِي، ولا تعجب إذا كانت الحروب وإذكاء الصراعات أحد أطروحات بعض المفكرين كحلول للأزمة الوهمية المرتقبة وكانت تلك الدراسات والبحوث ترتبط تطبيقاتها بأقاليم محددة آنذاك..
انسياقا خلف الحوادث، وتناقلت تلك الأطروحات ثقافات أخرى لها رؤيتها في أصل وجود الإنسان وتشكيله.
) اليوم، وفي البلدان العربية، وفي خضم هذه الأحداث بدأ الباحثون، أو المحللون لدوافع الحروب، أو الصراعات في (مصر، واليمن....) يستدعون بعض الأبحاث والدراسات، ويحاولون إسقاطها على العالم العربي.
) من الطبيعي أن يتناول الكتاب ظواهر الهجرة، أو اللجوء ايّاً كان نوعه، وأثر ذلك على تنمية الشعوب المستقرة، والأبعاد الاجتماعية التي يمكن أن تخلقها تغيير تركيبة المجتمع، وأثرها على صنع القرار السياسي، أو الاقتصادي. مخاوف كثيرة، وحجج متنوعة في هذا السياق، وهنا قد يجد البعض في إذكاء الحروب تصريحاً أو تلميحاً مخرجاً، ويكفي البقاء للأقوى، والسيادة للعرق البشري الأفضل. أما آثار الحروب ومآسيها الاجتماعية فليس المجال للخوض فيها أمام أصحاب المذاهب والاتجاهات المادية، وتعليل الثورات بفساد بعض الأنظمة أو استبدادها أحد الوسائل لهذه الغايات الكبرى، لا أقل ولا أكثر،والشعوب الأقل وعيا تركب مثل هذه الدعوات، وتنطلي عليها. الأكثر غرابة تفسيرهم للحروب والإبادات ودوافعها قبل عدة قرون وفقا لهذه النظريات، وربما تجاوزوا إلى ما هو أبعد في تفسير الأحداث الطبيعية، والوقائع الكونية من زلازل، وأعاصير، وفيضانات... تبعاً لهذه النظريات، وما لايصنعه الإنسان، أو يصل إلى تحقيقه، فالطبيعة تتكفل به، طالما أن هناك سقفا كونيا لإمكانات الكوكب الأرضي، وبدأ العالم في هذا العصر يلامس هذا السقف، لكن من أي الأقاليم، أو البيئات يُبدأ، ولماذا؟ وكيف؟ هذا هو السؤال العريض.
) من المؤكد ان هناك تجاهلا، أو تغافلاً عن المنظور الإلهي الذي خلق هذا الكون في نظام دقيق، محكم في التركيب، يمتاز بالتوازن في الأصل بين العناصر والموارد، والبشرية هي التي تفتعل الأزمات، وتخلق المشكلات وفق الإرادة الإلهية.
) لغة الأرقام، أو الإحصائيات مثيرة أحياناً، وتقود للأطروحات شبه الجنونية، المذكية للصراعات، ففي مصر (أسرة واحدة) من بين (ست أسر) تعيش تحت خط الفقر، والعالم بأسره يتواجد أو يعيش في (ثلث) مساحة الأرض، والباقي مواطن طاردة، لا تصلح للعيش، ومعدل النمو عند العالم النامي ضعف النمو عند العالم المتقدم حسب التصنيف العالمي للمجتمعات والدول، و20% من السكان في العالم يحوزون على ما يقارب 9% من الناتج المحلي للعالم، وعلى أي حال لا تعد مثل الإحصائيات مؤشراً مقلقاً لرسم توجهات عدائية، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، يخلق ما يشاء ويختار.
dr_alawees@hotmail.com