الحمد لله الذي جعلنا من أبناء هذه البلاد، التي أكرمها بأن يكون بيته العتيق ومسجد رسوله أشرف الخير بين ربوعها، وأتاح لنا عهداً زاهراً فاضت على أيديهم النعم فنعم بها أبناء الوطن؛ فخيراتها كثيرة وعوائدها وفيرة أدام الله علينا النعم ما شكرناه وحمدناه على عطائه، سخر لها رجلاً مباركاً شجاعاً جمع شمل أبنائها على قلب رجل واحد، أبي تركي -رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء-، ترك فينا سلالته الطيبة الذين حذو حذوه فأصبحت بلادنا واجهة إسلامية وعالمية لها ثقلها على كافة المستويات.
يجول بخاطري الكثير من الأفكار والذكريات، وفي قلبي رجل أعطاه ربي دماثة الخلق وحسن التدبير والسعي في سبيل ما من شأنه إسعاد مواطنيه في كل أنحاء المملكة، إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض؛ جلست أستعرض ما قدمه هذا الرجل وما قام به من أعمال فلم أستطع أن أحصي ما قام به في خدمة منطقة الرياض وبناء النهضة على هذه الأرض المباركة، لقد مر على توليه الآن أكثر من خمسة عقود، تسلم مقاليد الإمارة وبيوت الرياض معظمها مبنية بالطين والشوارع تعد على أصابع اليدين، التخطيط والتنظيم كان صفراً وحيداً، فسبحان الذي خصه ببعد النظرة للمستقبل الذي حلم به مع مساعديه وهاهو اليوم واقع نفخر به، بل ونفاخر به الأمم. بدأها لبنة لبنة حتى أصبحت الرياض عاصمة الثقافة ومتحفاً مفتوحاً لفن العمارة، واتسعت رقعتها حتى تعدت كبريات المدن العالمية، ونالت الجوائز العالمية في التخطيط والعمارة والثقافة.. فمن وراء كل ذلك غير سلمان الوفاء حبيب الرياض وحبيب الملايين الذين يسكنون قلب المملكة النابض.
إذا نظرت إلى ساحة قصر الحكم ترى المئات من المراجعين يومياً وفي بعض المناسب يبلغون الآلاف، وعليك أن تفكر وتلمس بقلبك قبل عينك ما يعانيه الحاكم في استقبال هذا الحكم من المراجعين والزوار، ففي مقالة سابقة استخلصت من إحصائيات رسمية عدد المراجعين لمكتب سموه ما بين عام 1426 وعام 1430هـ، حيث بلغ أكثر من ثلاثة ملايين مراجع غير الضيوف وأعضاء لجان الاجتماعات.
كل هذا الكم من اللقاءات والعناء والجهد المبذول يستقبله سموه بابتسامته الخفيفة التي لا تكاد تفارق شفتيه، يسعى لقضاء حاجة المحتاجين ومسح دموع الأرامل واليتامى، وأعجب لقدرة منحها الله لهذا الرجل حتى يستطيع الوفاء بكل هذا دون كلل أو ملل، إنه ضرب من الخيال الذي لا يصدق، لكنها حقيقة الأرقام.
ومهما كتبت وكتب غيري عن هذا الرجل وإنجازاته فلن نوفيه بعض حقه لقاء ما قدم لدينه ومليكه والوطن ومواطني هذه البلاد الشاسعة الأرجاء، فلك منا يا أبا فهد كل الشكر، نسأل الله أن يجعل أعمالك في موازين حسناتك فأعمالكم الخيرية تصب في حب أبناء الوطن لكم ولأسرتكم الطيبة، وأخيراً أقول اللهم أمنّا في أوطننا وابعد عنا كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين وأشغلهم في نفوسهم ورد كيدهم إلى نحورهم.. آمين.
حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين سلطان الخير والعطاء وسمو النائب الثاني حارس أمن بلادنا بعد الله عزَّ وجلَّ، وحفظكم يا حبيب الرياض وحفظ سمو نائبكم المحبوب وجميع من سعى وخدم هذه البلاد وشعبها الأبي الهمام.
وبالله التوفيق،،،،،
- الرياض