Saturday  25/06/2011/2011 Issue 14149

السبت 23 رجب 1432  العدد  14149

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تعقيباً على مقال السدحان حول (الخطأ):
إذا رأيت من (يركلك) من الخلف فاعلم أنك في المقدمة..!

رجوع

 

كـتـب الأسـتــاذ عـبـدالرحـمـن السدحان يوم 4 رجب العدد 14130 في (الرئة الثالثة) موضوعاً قيماً عن الخطأ وأنه سمة بشرية ووهبنا خلال هذا المقال الجميل دروساً جميلة مفيدة عن كيفية التعامل مع الخطأ وتجاوزه في الحياة وقد توقفت قليلاً عند جزئية مهمة في الموضوع قال فيها: لكن رفض الخطأ أو استنكاره بعد أول محاولة..هو (الخطأ) عينه، حين يحجم صاحبه عن تكرار المحاولة خوفاً من استهزاء الآخرين به، أنداداً له أو غرباء، واستشهد بموقف حصل له أورده باختصار (حينما ألحقني سيدي الوالد بمدرسة داخلية في لبنان تخضع لإدارة أجنبية، كانت بداياتي متعثرة في هذا الصوب، ولكن سخرية بعض الزملاء اللبنانيين وسواهم فجرت في قلبي آهات وعبرات، وكدت بسبب ذلك أغادر لبنان عائداً إلى المملكة لولا رأفة مدير القسم الداخلي وزوجته بي (المستر والمسز ليل)، هدآ من روعي بحنانهما، بل تطوعا بمساعدتي في تعلم (أبجديات) اللغة الإنجليزية وحل بعض واجباتها، وقد أسهمت هذه اللفتة الإنسانية في (تلطيف) الأجواء مع زملاء الدراسة، فلم أعد أعير سخريتهم اهتماماً، وزاد رصيدي من الحماس لدراسة اللغة حتى تجاوزت اختباراتها بتفوق خلال بضعة أشهر، وهنا أقول: كثير من المبدعين وخصوصاً في خطواتهم الأولى في طريق الإبداع يواجهون تحطيماً وتثبيطاً من أعداء النجاح الفاشلين وهو أمر طبيعي ويحتاج من هذا الناجح الصبر والمثابرة ومقاومة هذه الحرب الشعواء مستعيناً بالله ثم تأكيد ثقته في نفسه وعدم الالتفات لبنيات الطريق، وقد قيل: إذا رأيت من يركلك من الخلف فاعلم أنك في المقدمة.. وأكثر ما يواجه المبدع من هذه الفئة المريضة هي فترة دراسته في مراحل التعليم العام وخاصة في الثانوية تلك المرحلة التي تكون المشاعر متأججة والأحاسيس مرهفة ولا ريب فهي مرحلة المراهقة ويحتاج فيها إلى تعامل خاص واحترام وتقدير وتؤثر فيها الكلمة إن حسنة أو قبيحة فينتشي طرباً لكلمة حلوة عذبة ويتجهم ويغضب ويأسى من كلمة غليظة جافة ويتطلب من المعلمين أخذ ذلك بعين الاعتبار فيراعون ألفاظهم وينتقون عباراتهم بل ويكونون داعمين لمن يتلمسون منه إبداعاً وتميزاً فكرياً أو إبداعياً أو علمياً ويجعلون من أنفسهم له كالدوحة ذات الظل الظليل التي تحميه من هجير التحطيم وتمده بثمار الشكر النضيجة التي تشبع عاطفته وتجعل منه طوداً شامخاً راسخاً فها هو يخدم الوطن الغالي في مكان مرموق بعد ان تجاوز عقبة المثبطين الساخرن بدعم من شخصين عرفا قيمة الإبداع وأهله وبحكم عملي معلماً في المرحلة الثانوية مدة تزيد على عقد من الزمن فإني ألحظ أن طلاباً كانوا متميزين علماً وفكراً وإلقاء إبان دراستهم في المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة وذلك بشهادة معلميهم ورؤيتي لهم في المحافل فإذا وصلوا المرحلة الثانوية أراهم يتوارون خجلاً ويتراجعون القهقرى عن منصات الإبداع ومواطن التميز، فإن سألتهم أجابوا أنهم يخشون الاحتقار ويخافون من تعليقات زملائهم القاتلة ويكون لبعضهم محاولات ولكنهم يواجهون في أول تجربة لهم في هذه المرحلة سهاماً طائشة فتصيبهم في مقتل فتخسر المدرسة هذه الطاقة ويحرم المجتمع من عضو فاعل قد يكون له شأن فيما يستقبل من أيام وهنا ينبغي من الآباء وأولياء الأمور التعاون مع المدرسة لرعاية ذوي المواهب وشعل الإبداع وعشاق التميز كي ينفعوا أنفسهم وأهليهم وبالتالي ينتفع منهم وطنهم الذي يعلق عليهم آمالاً كباراً.

عبدالله بن سعد الغانم - تمير

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة