إن الحق يقوم على سواعد أهله، والباطل يهدم بزوال أهله وعمار الأرض بخليفة الله في الأرض الإنسان الذي غرس الله فيه خصالاً تحتاج إليها جوانب المعيشة والحياة؛ فيجبل من الخلق مَنْ يكون قائداً، ويهيئ منهم مَنْ يكون مقوداً، ومنهم مَنْ يصلح قائداً مسؤولاً طوال عمره، ومنهم مَنْ يكون بريقه في مراحل من العمر، وهذا ما يجعل الأمم تدرس تاريخ العظماء من الرجال لاستنساخ أجيال فاعلة تدعم موقف الإنسان في بناء الأرض وإعمارها، وتأكيد علم الله الذي حج به الملائكة بقوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (30) سورة البقرة.

هذا المدخل جعلته لموضوع تفعيل الصلاحيات للمسؤولين والنافذين في مسيرة حياتهم خارج نطاق العمل؛ حيث يدوّن رجل الأمن ما يراه أمام ناظريه بعد خروجه من مقر عمله، ويرفع توصياته من خلال تعايشه مع الواقع. ومعلوم أن كل مسؤول هناك مسؤول أكبر منه يوجب الرفع له بما يراه من تجربة قد تفيد مجال العمل.

ومثله المسؤول أو الموظف عن تخطيط الشوارع والميادين، ومثله مسؤولو الشؤون الإسلامية حين يرتادون المساجد، يدونون ملاحظاتهم ويتدارسونها لتلافي ما يجدُّ من ملاحظات، وغيرهم الكثير من البلديات والجوازات وغيرها.. فقد تكرر ازدحام السيارات وتكدسها بشكل كبير وملاحَظ، وعانى ويعاني ذلك الكثير من الموظفين والمسؤولين الذين يرتادون طريق الملك عبد العزيز قبالة مستشفى صحارى سابقاً جنوب قاعدة الرياض؛ فيضيق المدخل إلى طريق الملك عبد العزيز للاتجاه إلى الجنوب إلى حي الوزارات بشكل يشبه عنق الزجاجة، مع أن مجال توسعة الطريق متاح جداً بوجود رصيف جُعل موقفاً للسيارات ومحال تأجير السيارات في المنطقة. والأدهى وجالب الحيرة خروج الموظفين بعد الظهر وقت الذروة؛ فيكون الازدحام على طريق الخدمة أكثر من الطريق الأساسي للمتجه إلى الشمال؛ وذلك لضيق طريق الخدمة وعدم وجود سهم أخضر في الطريق الأساسي يخدم حركة السير حين الوصول إلى الإشارة، وهي ملاحظة صغيرة لا تحتاج إلى نظرة خبير، ويمر على الطريق كثير من الرجال النافذين ممن بأيديهم حل وربط، ومع ذلك يفتقدون ميزة حِسّ التنفيذ خارج نطاق العمل في استغلال خبراتهم مع مسؤولياتهم.

وهناك طريق خريص؛ حيث نلاحظ الشريان الذي يهبط بالمركبات إلى طريق الملك فهد وصولاً إلى نفق وزارة الداخلية؛ حيث يحتاج هذا الشريان إلى تعديل بحيث يُغلق عن طريق الملك فهد إلى طريق الخدمة شرق فندق الإنتر بحيث يمر الناس من نقطة التفتيش غرب الداخلية، ويكون نزول مركبات طريق خريص من بعد نفق الداخلية في نهايته حتى لو أُزيل تشجير طريق الخدمة للتوسعة على المركبات.

وبالنسبة لموضوع الصبات التي انتشرت كمدور للسيارات فالأولى والأجمل أن تنشأ كباري صغيرة على شكل هلال في نصف الطريق بانعطاف يضمن سلامة السيارات بحيث تكون إنارة حديد الكوبري وتبرز السيارات حين تصعد إلى الكوبري بطرقه تضمن السلامة للجميع؛ فالصبات تكون موافقة لشروط السلامة لكن بعد نزول الأمطار وقذف السيارات أوساخ الطريق تكون بشكل لون الطريق، وتختفي ألوان التحذير من جراء الاتساخ من طين المطر، وكم حصلت من المآسي من هذا الأمر.

كل هذه الملاحظات أجَّلتها من قبل لظني أن هذه الأماكن لا بد أن المسؤولين يشاهدونها ويسجلونها ملاحظات.

والآن أكتبها أمام طاولاتهم؛ لعلهم يتدارسونها، ويعطون حلولاً أفضل لها.

حفظ الله بلادنا، ووفَّقها لكل خير وسلام، وأيد الله إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين بالحق، وجعله من عباده المنصورين، وأسبغ عليه عافيته وتوفيقه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.