منذ زمن طويل استطاع الإعلام الغربي بصحافته وفضائياته أن يلفت نظر المشاهد العربي، وأن يستحوذ على اهتماماته، فكانت الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ومناصرة الشعوب المضطهدة، هي وسيلة نحو غاية، تجاوزت الغاية لما هو أبعد من ذلك، الأقوال المكملة لأفعال المنظومة الإعلامية الغربية.. فبهذا الكم الهائل المصحوب بوسائله التكنولوجية الإعلامية الحديثة امتلك الغرب كافة وسائل التأثير المباشر من بعيد على الجماهير العربية، وبدورها تأثر الكثير بالأطروحات الفكرية والسياسية الدسيسة المستبطنة للنوايا السيئة من الغرب، حينما أسفر عن وجهه الكالح للكيل بمكيالين، وهذا شيء بديهي لا يخفى على الكل، وليس بخافٍ على الإعلام العربي المقروء والمسموع، الذي شارك من حيث يدري أو لا يدري في تسويق الدعايات والتصريحات الغربية، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، من خلال ما تبثه بعض الفضائيات العربية، وكأنه الزهو العربي بالديمقراطية والحرية الغربية المؤدلجة. رغم ما يمارسه الغرب من أبشع وسائل الظلم والعنصرية البغيضة داخل مجتمعاته. فلا يهمكم زائف قول إعلامه وساسته، والدليل، عندما يجرؤ كاتبا حر أو سياسي أو عسكري مسئول لديهم، ذو موقع مرموق ونادرا ما يحصل، ويصرح بأن هناك ثمة أخطاء فادحة مورست أو تمارس ضد العرب والتدخل بشؤونهم، فإن الأعاصير تهب بوجهه من قبل اللوبي الصهيوني، وسرعان ما يتم التخلص منه بتلفيق تهمة له، ويقال بأن ما تفوه به يمس أمنهم القومي، والأمثلة كثيرة.
الإعلام الغربي بكامل كتيبته وطاقمه المقروء والمسموع وبكل عناصره وعنصرية ساسته يدورون في فلك واحد، غزو (ثقافي) كان ولا يزال هو الوسيلة المؤدية لغاية للوصول بأسهل الطرق وبأقل تكاليف مادية، محطات فضائية مشتعلة بالفتن على مدار الساعة فامتلكوا بها الفضاء العربي. فخلقت الشحن النفسي وهو العامل المؤثر والأهم،، فلعلكم شاهدتم مدى الفرح الغربي بما يحدث الآن في الوطن العربي، فقد جاءته الفرصة التي كان يحلم بها من قبل. جاءته من داخل الوطن العربي لنشرالفوضى وهو ما كان يعمل على محوره بدأب صامت لفتح طريق (شرق أوسطي جديد) يخدم مصالحه ومصلحة دويلة بني صهيون (إسرائيل) وهذا مما يبدو وملاحظ من تصريحات وزيارات خاطفة للمسئولين الغربيين لهذه الدول العربية التي تتواجد بها الاضطرابات لاستشراف أحوال هذه المناطق وضمان مصالح العلاقات الغربية حتى لا تتعثر بمجرد وصول الحكام الجدد!!
والإعلام العربي.. أين الإعلام العربي من مواجهة الإعلام الغربي!؟ وهذا السؤال يعني ما يعنيه أولا (البث) الفضائي العربي، السادر في غيه مابين الأفلام الداعية للتعري، والندوات والحوارات التي سمتها التكاذب والسباب وإلقاء التهم جزافا على الآخرين، وكأن الجمهور العربي في عراك مع بعضه البعض في عرض الشارع، ناهيكم عن محطات ناطقة بلغة (الضاد) تكرس لأعمال السحر والشعوذة وعقوق الأوطان وما يعنيه السؤال ثانيا، فإن الكثير من (الصحافة العربية) هي التي مجدت وعبدت الطريق لنشر الادعاءات والزيف الغربي وكأنها في محاكاة مع الصحافة العالمية الغربية. ولكن مثلما هناك صحافة عربية سارت مع الركب الغربي، فإنه يتواجد لدينا صحافة عربية رصينة ساهمت في كبح ادعاءات وافتراءات الفكر الغربي، يأتي في مقدمة هذه الصحافة العربية الصحافة الخليجية. وبعد هذا كله ألسنا بحاجة لمشروع إعلامي عربي مقروء ومسموع، يقف في مواجهة الإعلام الغربي!؟ نعم. وهو الذي لا يكلف عبئا على وزارات الإعلام العربية مجتمعة، ولكن أعتقد ولست يائسًا بأن الحال ستبقى على ما هي عليه حتى ينهض وزراء الإعلام العرب بمشروع إعلامي بالإجماع لمواجهة الإعلام الغربي !!
bushait.m.h.l@hotmail.com