لا يكفي أن يعي الشاعر ما يقول ويجب أن يضع في حسابه المتلقي ولكن لا يتوقع شاعر يحاول التجديد أن كل متلق سيستوعب شعره أو يفهمه, وأنا أعترف أن هنالك غموضاً في بعض النصوص التي أكتبها ولكن هنالك من يحبها ويفهمها.
الأمير: بدر بن عبدالمحسن
التجديد من وجهة نظري يكمن في المفردة التي هي عضو في القصيدة, فعلى الشاعر ألا يأتي بمفرة غريبة إلا إذا كانت ذات بلاغة لأن بعض المفردات لا نتداولها في الكلام ولكن نستخدمها في الكتابة، ولكن على الشاعر بوجه خاص أن يستخدم ما هو شائع لأن القراء مختلفو الأذواق وكذلك الثقافات, وأعطيك على ذلك مثالاً في الشعر الشعبي يكثر ذكر الرشاء والدلوا والسواد الأعظم من الناس يعرفون معنى ذلك لكن لو ذكرت الوذم على سبيل المثال بهذه الحالة نجد القليل من يعرفه على الرغم أنه من أدوات الدلو واسمحوا لي أن مصطلح التجديد يقترن بمصطلح الحداثة الذي لم نجد له مفهوماً حتى الآن.
جوهر الحربي
في الساحة شعراء جيدون يستحقون الإشادة بهم ولكنها أيضاً مليئة بالدخلاء على الشعر وهم أنفسهم أول من يعلم بأنهم ليسوا شعراء ولكنهم يريدون الشهرة وظهور صورهم وأسمائهم وأن يسميهم الناس شعراء بأي وسيلة وبأي ثمن وإن لم يكونوا كذلك وقد وجدوا لهم مدخلاً يدخلون منه مع الأسف عن طريق بعض الصحف والمجلات، وصدق بشاعريتهم من القراء من لا يفقه من الشعر شيئاً أمثالهم وهذا الأمر اضطر الشعراء الحقيقيون إلى الابتعاد عن الساحة وهكذا فبالتالي خلا المجال كاملاً -تقريباً- لهؤلاء الدخلاء, لأن أحداً لا يريد أن يكون مع من لا يماثله لكون المرء من قرينه.
محمد العبيد الله