يقول معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله السالم في مقال له نُشر قبل قرابة العقدين من الزمان وهو يتحدث عن هموم الإجازة وشجونها: لو استعرضنا الإجازات التي أمضيناها في السابق أو ما مضى من إجازة هذا العام ماذا استفدنا من تلك الفترة السالفة، وماذا كسبنا من الأيام الماضية، وكيف كانت نظرتنا إليها بعدما مضت وكيف استغلت؟ وهل كان استغلالها فيما يفيد أو أنها ذهبت سدى بلا فائدة؟. التاجر يراجع على الدوام حساباته ويحسب أيامه ويحاسب نفسه ليعرف ماذا ربح وماذا خسر، وإذا كان قد خسر بحث عن الأسباب التي أدت إلى الخسارة وكيف يتفادى ذلك في المستقبل.. والشباب هم عدة المستقبل والإجازات التي تُتاح لهم كإجازة الصيف في نهاية العام الدراسي والإجازة الفصلية في نصف العام وإجازات يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع كل هذه الأيام تتراكم وتتجمع في محصول وفير من الوقت، والعادة تحكم تصرفات الإنسان ويتقيد بها مع الزمان، فإذا اعتاد الكسل وإطالة النوم كانت عادة ملازمة له تنعكس على تحصيله الدراسي في باكورة العمر وفي واقعه العملي بعد ذلك، فتحرمه التفوق في الدراسة وتحول بينه وبين النجاح في العمل، لذلك لا بد من أن يضع في اعتباره عدم الاستسلام لأي عامل يؤثر على نشاطه ويهيئ له الإخلاد إلى الخمول، وإنما عليه أن يهتم بالإعداد لمستقبله وهو يخطو خطواته الأولى في المدرسة ثم في الجامعة إلى أن يصبح مؤهلاً لتحمُّل المسئولية في الأسرة أولاً ثم في المجتمع ثانياً.
هذا حديث الأستاذ عبد العزيز السالم، وفي تقديري أن الكثير منا بحاجة إلى مراجعة جادة لنفسه، وتذكير لمن حوله بأننا ومع استسلامنا للكسل في هذه الإجازات نقتل الكثير من المشروعات الثقافية والإبداعية والعلمية التي يمكن القيام بها في الإجازات مع أخذ الوقت الكافي من الراحة والاستمتاع بالإجازة.
tyty88@gawab.comفاكس 2333738