تقول إحدى الدراسات أن (20%) من الكويتيات يغرنّ من الخادمة، وأن (29%) من الخدم يتدخلون في شؤون الأسرة الكويتية !! بينما تتحدث دراسة أخرى عن اعتماد (77%) من الأسر السعودية على خادمات (3%) منهن من الدول العربية، في حين أن (97%) من غير العرب فيما يذكر أحد المتخصصين أن (90%) من الزوجات اللاتي يراجعن العيادات النفسية بسبب مشاكل نتيجة شكهن في الخادمة وسلوكها!! يبدو أن (الشغالة) تسبب صداعا مزمنا للمجتمع (الخليجي والسعودي خاصة) !!فلم يعد الخوف من إشاعتها (للكسل) بين أفراد الأسرة وعدم تحمل المسؤولية من (الأجيال الشابة) نتيجة الاتكال عليها، وتأثيرها على لغة الأطفال، أكبر المخاطر!. بل خرجت (صور) عديدة للخوف من (العنف المضاد) من قبل (الخادمات) لتطغى على هموم ربات المنزل، فتعذيب الأطفال والسحر والشعوذة والسرقة والخيانة... إلخ من المخاوف الجديدة !! قد تكون هناك حاجة فعلية لبعض (العائلات) لوجود الخادمة لمساعدة الزوجة في تدبر شؤون المنزل إلا أن (البرستيج) لايزال يطغى على الحاجة الفعلية في إعداد الخادمات.
(الجزيرة الغراء) كشفت لنا في عددها الجمعة الماضية انتشار (مهنة جديدة) لنساء يعملن بوظيفة (مفتشة للخادمات) قبل السفر!!والله (شغله حلوة) يعني خبيرة أمنية سرية تتقاضى أجرا مقابل ضمان عدم استخدام (الخادمة) للسحر أو الشعوذة أو غيره من أساليب الانتقام !! التفتيش ليس على طريقة وخطى (جيمس بوند) !! بل يشمل قراءة آية الكرسي وآيات السحر على الخادمة ومن ثم تفتيشها شخصياً!! تعزز هذا التخصص بسبب خوف (النساء) من كيد وحقد الخادمات وما عرف عنهن من إيذاء للزوجات والأزواج والأطفال إضافة لما يرتكبنه من سرقات مالية ومجوهرات وغيرها. هذه الوظيفة (برأيي) خرجت علينا إما كنوع من (البرستيج) أو الخوف نتيجة سوء معاملة الخادمة مسبقاً !! وإلا ما معنى أن تأتي امرأة من خارج المنزل لتكون خبيرة بكشف ما تخبئه الخادمة !! بالإمكان القيام بهذه المهمة بشكل هادئ وبالتفاهم بين الطرفين وبشكل ودي متى ما كانت العلاقة طيبة وقائمة على المعاملة الحسنة !!ستبقى (الخادمة) بؤرة توتر وإشكال في مجتمعنا نتيجة عدم فهم دورها الطبيعي والاعتماد عليها في كل شيء تقريباً!! لاشك أن هناك (خادمات) يقمن بأعمال مشبوهة والقصص في ذلك عديدة ومتداولة إلا أن التعامل الرحيم من قبل (ربة الأسرة) هو الضامن لتبديد المخاوف من عبث الخادمات !!
وليس (جيمس بوند) قد تغيب عنه الكثير من أسرار هذا المخلوق في بيوتنا !!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net