متى يعود الأهلي؟ سؤال تكرَّر على ألسنة المحايدين والبعيدين عن الأهلي أكثر من محبيه ومسيريه والقريبين منه, سؤال مشروع يجسد قيمة وحقيقة وتاريخ الأهلي, ويثبت أنه ليس فريقاً هامشياً طارئاً على الكرة السعودية وإنما أحد أهم وأبرز أضلاعها والمساهمين في تألقها وصناعة الكثير من مكتسباتها, واليوم وقد عاد وفتح أبواب قلعته من جديد وبعد طول غياب لاستقبال المزيد من ذهب البطولات رأينا كيف عمّت الأفراح بعودته أرجاء الوطن، لأنه ببساطة جدير بها ولأن لديه من المواصفات والسمات والأدوات والإمكانات البشرية والمادية ما يجعل حضوره إضافة قوية وثرية، بل ضرورية للكرة السعودية..
ناد يعشقه بصدق ويقف معه بوفاء ويخلص له بحب وانتماء ويدعمه بفكره وماله وخبرته رجل حكيم كريم نبيل بمكانة وقامة الأمير خالد بن عبد الله، ويديره ببذل وتعب وجهد وحماس وعطاء الرئيس الخلوق الأمير فهد بن خالد من الطبيعي أن يعود لسابق عزه ومجده وبهائه وإمتاعه وألقابه, وأن يهدي جماهيره الوفية الحاشدة بطولة غالية تستحقها وتبعث في نفوسها الفرح والثقة والاطمئنان بأن القادم أجمل والمستقبل أكثر إشراقاً ورقياً وارتقاء.
لا أحبذ الحديث في التفاصيل, ولا أميل للتأويل والتهويل وإنما فقط أقول إن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وعلى حساب جاره ومنافسة العميد العنيد جاءت في اسمها ورسمها وتوقيتها وأهميتها وختامها لتنصف عراقة وشموخ وشعبية الأهلي الكيان والتاريخ والنجوم والرموز, فهنيئاً لنا وللأهلاويين وللكرة السعودية السعيدة برؤية الأهلي المضيء المهيب المتجدد..
هذا هو الاتحاد
كما توقّعت هنا الأسبوع الماضي وتوقّعه كل من يقرأ أوراقه الفنية بهدوء وروية وموضوعية وبمعزل عن صخب الآراء العاطفية التي أعقبت تكرار فوزه على الهلال, خسر الاتحاد المستوى والنتيجة والبطولة من غريمه الأهلي, خسارة طبيعية كشفت حقيقة الاتحاد وقلبت معلقات الغزل والثناء والإطراء والمديح إلى أخرى جعلت القائد نور مغروراً متعالياً, والمدرب الخبير ديمتري عجوزاً فاشلاً, والإدارة المحترفة صارت ضعيفة متخبطة, وأجانبه الأفذاذ أي كلام, وحتى أولئك الذين ظهروا من أجل (الترزز) واستغلوا أجواء (الفورة) أمام الهلال اختفوا تماماً ولا وجود لهم اليوم.
صحيح أن الفوز على الهلال يعد بطولة عند الجميع وفي مقدمتهم الاتحاد, وخصوصاً عندما يكون ثمنه العبور لدور الثمانية آسيوياً ومثله التأهل لنهائي كأس الملك, لكن هذا لا يعني إصدار الحكم له أو عليه بشمولية اختزلت الموسم كله بمباراتين واحدة طارت عليه وذهبت للأهلي والأخرى بانتظار ما سوف يفعله في المعترك الآسيوي, مقابل إلغاء ومصادرة تفوق وتألق وأحقية ونجومية وأرقام بطل الدوري والكأس فريق الهلال, هي إشكالية في التقييم لها علاقة مباشرة بالميول وبمحاولة تهميش الهلال وتشويه صورته, وهنا لا ندري ما هو رأيهم بعد أن أصبح النمر الاتحادي حملاً وديعاً مسالماً مستسلماً أمام حماس وعنفوان الأهلي، وكيف سيبررون سوء تقديراتهم وسلبية مواقفهم؟
ما تنرقع يا سلطان
الكثير من السعوديين كانو وما زالوا يتعاطفون مع رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام, وغالبية من يتفقون أو يختلفون معه يرون أنه قاد الاتحاد القاري بنجاح كبير ساهم في تطوير برامج ومسابقات وبطولات الاتحاد والارتقاء بأنديته ومنتخباته, وحتى في الفترة التي شهدت توتراً في العلاقة بين اتحاد الكرة السعودي والاتحاد الآسيوي لم تتغيَّر مواقفنا الإعلامية المؤيِّدة والداعمة لابن همام, بيد أن المستجدات والتطورات الأخيرة تدفعنا إلى أن نتعامل رسمياً وإعلامياً مع ما يجري بعقولنا أكثر من عواطفنا, وأن تكون تحركاتنا باتجاه ما يفيدنا ويحقق مصالحنا, وأن ندرك جيداً أن دول شرق القارة بدأت واستعدت مبكراً واتخذت الإجراءات الاحترازية لكل الاحتمالات التي سوف تضمن لها الاستحواذ على كرسي ابن همام في حالة إبعاده عن منصبه..
في هذا السياق أحيي وأقدّر واحترم في الزميل والصديق النشط والمتخصص في الشأن الآسيوي سلطان المهوس دفاعه عن ابن همام في زاويته الأنيقة (في الصميم) يوم أمس الأول السبت, واتفق مع أبو عادل على أن هنالك حرباً دولية تهدف إلى تحطيمه وتوجيه رسالة تحذير وتهديد من خلاله لكل من تسوّل له نفسه الترشح لرئاسة إمبراطورية (الفيفا), وهنا نتساءل: طالما أن أجواء اللعبة الانتخابية الدولية بهذا الشكل من التلاعب والفساد فلماذا لم يستوعبها الفطن والذكي محمد بن همام مسبقاً؟ وهل يعقل أنه بخبرته لم يدرك أبعاد ومخاطر قراره؟ وفي الوقت ذاته لماذا لم يبادر بالتعليق على الأنباء والتقارير التي أساءت له, وكذلك بتفنيد ونفي الاتهامات الخطيرة الموجهة له علانية وعبر مصادر إعلامية موثوقة لا تجرؤ على المغامرة بسمعتها ومصداقيتها على مستوى العالم؟
***
* عدم الجمع بين عضويتي لجان الاتحاد والنادي قرار إيجابي مهم ورائع من اتحاد الكرة.
* الأهلي كان الأفضل والأخطر والأجمل والأجدر بالفوز قبل الاحتكام إلى ضربات الترجيح.
* وما زالت الفوضى هي السائدة في منصات التتويج والمخربة على أجواء الفرح ومراسم التكريم وأيضاً على مستوى التغطيات والمتابعات الإعلامية.
* لقطع دابرها وضمان عدم تكرارها في مثل هذه المناسبات الوطنية الكبيرة لا بد من وضع آلية وإقرار لوائح وضوابط صارمة وسارية على الجميع.
* كيف يكون الدوري ضعيفاً وصاحب المركز السابع (الأهلي) يحقق بطولة كأس الملك؟
abajlan@hotmail.com