في فجر يوم الأحد الثالث من شهر رجب لهذا العام 1432هـ فجعت أسرة القاضي داخل المملكة وخارجها بوفاة ابنها البار المرحوم عادل بن عبدالعزيز القاضي عن عمر يناهز الثالثة والخمسين وكان نعم الرجل خلقا ودينا وبرا بأهله وأسرته ومجتمعه.. ومشاركة في التعبير عن هذه الفاجعة جاءت هذه الأبيات:
تُغافِلُنا المصارعُ.. والأمورُ
قد اتَّضَحتْ إلى الله النشورُ
ونحن نهيمُ في الدنيا كأنا
ضَمِنّاها فيختُلنا المصيرُ
ونلهو لا نحسِّب للمنايا
ودولابُ القضاءِ بنا يدور
وفي الأحداث كم مرَّتْ عِظاتٌ
تُنَبِّهُنا وللمثوى تُشير
ولكنّا على الأيام نمضي
كما تمضي إلى الدوحِ الطيورُ
ونمشي لا نفكر في مسير
ويوما سوف يكتملُ المسيرُ
وعين الموت ترقب كلَّ حيٍّ
كعين الصقر في الأعلى يطير
[لعمرُك ما الرزيةُ فَقْدُ مالٍ
ولا فرسٌ يموت ولا بعير
ولكن الرزيةَ فقد حُرٍّ
يراع لموته خلقٌ كثير]
لحاكِ الله يا دنيا الأماني
فقد أمْعَنْتِ وارتحل السرور
فَجَعْتِ قلوبنا برحيل فذٍّ
له في كل مَكرُمةٍ حضورُ
بشوشٍ باسمٍ سمحِ المحيا
يسابقه إلى العليا حبورُ
تعهَّد نفسَه للبِرِّ حتى
سرى ذِكرًا يصاحبُه العبيرُ
ومثَّلَ أهلَهُ في كل ساحٍ
فنعم ممثِّلا ذاك السفيرُ
أعادلُ إن فَقْدَكُمُ أليمٌ
وفَقْدُ أحبَّةِ الأحيا عسيرُ
بكيتُك إذ نعاك إليَّ شهمٌ
بعينٍ دمعها سكبٌ غزيرُ
وضاق الأفقُ في وجهي وأمسى
ضياءُ العين من ألمي يغور
أحقًّا قد رحلتَ بلا وداع
وصارت دارَك اليوم القبورُ؟
[سقى مثواك غادٍ في الغوادي]
وأنت الفاضل الرمز الكبير
مجيدًا قد رحلت بتاج عزٍّ
كأنك في السما بدرٌ منيرُ
لقد سلَّمْتُ للرحمن أمري
وللرحمن تنقاد الأمورُ
إلهي عبدُك المحمود أفضى
إليك وأنت غفار شكورُ
فأجزل للمكفّن كلَّ عَفْوٍ
وغسِّله بثلجٍ يا قديرُ
وأَسْكِنْهُ الجنانَ وأكْرِمَنْهُ
بأحسن ِما يُجازى به الطهورُ
ومنك الصبرَ نرجو يا إلهي
على ما ناله القلبُ الكسيرُ