اطـلــعت على مقال د. إبراهيم المـــاجد في الــعـدد 14143، الذي يُحمّل فيه وزارة الشؤون الإسلامية المسؤولية؛ لتخليها عن دورها الفاعل وضعف مشاركتها في بعض ما يتعلق برسالة المملكة خارجياً. نعم.. على الوزارة مسؤولية كبيرة بحُكْم مسؤوليتها، وهي المعنية بالدرجة الأولى، ولها دور فاعل في موسم الحج، وهذا غير كاف، لكن المأمول هو تكامل الأدوار من قِبل الإعلام والسفارات والملحقيات وبعض الوزارات والجامعات والمنظمات والهيئات المعتمدة، هذه وغيرها تقع عليها المسؤولية. لقد صاح المنصفون من غير أهل الإسلام «قدمنا لكم الاختراعات وعلوم التقنية فقدموا لنا ما لديكم من نور الإيمان». وذلك يتمثل في:
1- عقد اللقاءات والمؤتمرات. 2- نشر العقيدة الصحيحة.
3- إعطاء أبناء المسلمين الفرص مع التوسع في المنح الدراسية؛ كي يكونوا رسلاً في بلادهم لرسالة بلادنا، ولاسيما من دول الأقليات.
4- إقامة الدورات الشرعية.
5- التعريف بدور المملكة إسلامياً بحُكْم مكانتها الدينية فهي خدمة الإسلام والمسلمين. 6-
إقامة قناة تعنى بالجوانب العلمية والتربوية.
7- التغطية الإعلامية للمناشط الدعوية في الخارج. وبلادنا - بحمد الله - تعيش الاطمئنان والاستقرار أمام توترات وصراعات إقليمية وعالمية، وسبب ذلك الاهتداء والعمل بالشريعة الإسلامية. فمن يقوم بهذا أمام حملات تشويه صورة الإسلام ورموزه؟ تلك الحملات التي يقوم عليها دول ومنظمات ومجتمعات هدفها الكبير الحد من انتشاره، ولكن دين الله محفوظ، وبلادنا لها ممارسة عملية في تطبيق تعاليم الإسلام. إن نقل رسالة المملكة للعالم يكسب ثقة لبلادنا، ويعزز علاقاتنا، ويعمل على تبليغ دعوة ديننا تمسكاً بصفاء عقيدتنا، ودحضاً لشبهات الأعداء.. فالإسلام قد أعلن مبدأ الوحدة الإنسانية والكرامة. إن الذي يخافه الأعداء هو الإسلام، وإن المسؤولية كبيرة ومتعددة الجوانب ومتمثلة في حفظ الدين ونشره؛ فلا تستقيم الحياة إلا به {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}. إنها مسؤولية فردية ومسؤولية جماعية تكاملية، والمملكة هي العمود الفقري للأمة الإسلامية؛ فهي منطلق رسالة الإسلام، والسعادة ليست مرتبطة بأمور الدنيا، بل هي بوسائل الحياة الدينية قولاً وعملاً. إن نظرة المسلمين للمملكة سامية؛ حيث الكعبة المشرفة، يصلون إليها خمس مرات في اليوم والليلة. ومن الضروريات المحافظة على الإسلام والتمسك به والاعتزاز بتعاليمه والثبات عليه، والدعوة إليه ونشره. إن تفعيل ونقل رسالة المملكة للعالم واجب تمليه المسؤولية الإسلامية، وإن العالم بحاجة إلى نقل رسالة المملكة المنبثقة من رسالة الإسلام، دين الفطرة وسلامة العقيدة وشمولية العبادة، وحصول الطمأنينة وهداية الإنسان. والمملكة هي الدولة الرائدة والحاضنة للأمة الإسلامية والناشرة لعلوم الشريعة ولغة القرآن والعقيدة الصحيحة، والقائمة على الدعوة إلى الله ومؤازرة المسلمين بما لها من مكانة عالمية؛ فهي محط الأنظار والأنموذج في هذا العصر لكل العالم. فهل يقوم ممن كلفهم ولي الأمر بالتحرك والدور العملي خدمة لرسالة المملكة العربية السعودية لقطع الطريق أمام أهل البِدَع والعقائد الضالة، واستجابة للتوجيهات الملكية بضرورة المشاركة الدولية والحضور المميز إسلامياً في كل دول العالم؟
سعود بن صالح السيف
الزلفي