لست بصدد الحديث عن هدهد نبي الله عليه السلام..
ولكن أريد أن أرى الهدهد!!
هذا الطائر الذي يُعد أول الطيور المهاجرة، فحين تراه تعلم أن بعده بمدة قليلة ستهاجر الطيور ويأتيك (النزل) ويختفي الهدهد، ثم ما أن تلبث بعد فترة تراه مرة أخرى وهو في طريق العودة وبعدها تختفي الطيور. وهكذا، فالهدهد سفير خير دوماً..
وفي حياتنا لم نعد نرى هدهدنا يبشرنا بصيد وفير ولم نعد نراه على الأقل لينذرنا برحيل موسم، بل ندخل من فراغ في فراغ في دوامة مستمرة والأهداف لا تنتهي والنتيجة بلا صيد!!
كثيرة هي رغباتنا والأكبر منها آمالنا وفي سنة بعد سنة تقل نسبة تحقيق تلك الآمال والرغبات بل ويضيق النفس ويقل الجهد والسبب كبر السن..
كل شيء يشيخ الإنسان.. النبات.. الدول.. الفكر...
لا شيء يبقى على حاله وحلته بل لابد من زوال..
فكما هو الهدهد نازل مبشر وراحل منذر أعتقد أننا لم نفهم رسالته جيداً، فهو يقول ما بين النزول والرحيل حياة تكاد تكون طويلة للبعض قصيرة للآخرين فمن يعشها بحب سيكون في رحيله مسروراً، ومن يكن عكس ذلك فلم ولن سيمتع لا بحياة ولا سعادة..
ورحل الهدهد..
نهاية:
يا شين غلطات الرفيق الموالي
ويا زين لا ثبت حقك مع الناس
ولا حد يلومك لا غديت انعزالي
لا صار خلانك حبر فوق قرطاس
ولا صار تاريخك جبل لا تبالي
ثابت مواقيفك من الراس للساس
وبعض الرفاق يجيه مثل الجفالي
لامس حبله جاك يركض مع الساس
zabin11@hotmail.com