لم يبقَ لنا من قضايا، في هذا العصر الذي تحققت فيه كل متطلباتنا الحياتية، من مقاعد دراسية فخمة ووظائف شاغرة برواتب خيالية ومساكن مجانية ترمح فيها الخيل وعيادات علاج سبعة نجوم وخدمات استهلاكية بلا رسوم، إلا أن نفكر في ما بعد كل هذه الرفاهية. وليس هناك ما هو جدير بالتفكير، بعد هذا الرخاء في العيش، سوى الجواري، لأنهن الشيء الوحيد غير الموجود في هذا المناخ الذي يشع بالراحة والكسل والنوم!
اليوم، نحن نطالب بإحياء قانون الجواري، لكي نتمكن من شراء سبايا الحروب، ونجلبهن لقصورنا المترامية الأطراف، لكي يُحيين لنا ليالينا وربما نهاراتنا ومساءاتنا. وللحقيقة، فنحن نستحق مثل هؤلاء الجواري، فلقد أنجزنا في حياتنا ما لم تنجزه عقول كل البشر، في كل أرجاء المعمورة: اخترعنا الطائرات التي تسير على الطاقة الموجودة في السحب، ابتكرنا القطارات التي تسير بلا قضبان، ابتدعنا أنظمة الحاسب الآلي التي لا تحتاج لطاقة كهربائية ولا لذاكرة، بنينا ناطحات السحاب المصنوعة من البلاستيك المضاد للزلازل والسيول والحمم البركانية. ألا يجب أن نكافئ أنفسنا بنساء معدمات، تم اقتلاعهن من وطنهن وأهاليهن، لكي نسلي غرائزنا وشهواتنا بهن؟!
لا تقولوا إن هذه السخرية، هي بمثابة جلد ذات، بل هي حريق يجب أن يحرق عين وفؤاد كل من يدعو لإهانة المرأة، في سبيل إشباع ملذات الرجل، تحت غطاء الشرع!