المتردية هنا (الخطوط السعودية) باعتبار تردي خدماتها حتى الحضيض، والسبع هو (ساهر) الساحر، الذي تطيح كاميراته بالعاقل والمتهور دون تفريق، المهم لديه الغرامة، و(القياس) المعروف لدى الطلاب والخريجين الذين هرموا حتى أعتقهم الله من عناء الدراسة، وبدأوا مرحلة جديدة في جمع المئات من الريالات يقدمونها فدية لهذا السبع المفترس! الذي أقض مضاجع أسرهم، هذه ديباجة سريعة لما نحن بصدده.
فالخطوط السعودية في هذه الأثناء لم توفق بالرجل الذي يستطيع أن ينتشلها مما هي فيه من التردي في الخدمات، يقابله استغلال الراكب المضطر في ظل عدم وجود البديل، شعارها استعباد الراكب، وديدن حجزها المركزي (الرحلات مقفلة) أين يذهب الراكب يا عباد الله، لا سيما المضطر؟! حجروا على عباد الله في الرياض وجدة في كل صغيرة وكبيرة، واضطروهم إلى مبنى الخطوط في حي المروج بالرياض، وإلى مبناها في الخالدية بجدة، ويا قلب لا تحزن، شاهدوا الزحام والصياح والشتم في هذين المبنيين، ولا ندري: لماذا تصر الخطوط السعودية على هذا النهج المعوج، ولمصلحة من! الرياض (العاصمة) وجدة (العروس) كما يحلو لأهلها، هما مدينتان كبيرتان مهمتان، لا سيما جدة، من الناحية العملية والتجارية والسياحية، لماذا لا يفتتح في كل نواحي هاتين المدينتين المتراميتين الأطراف، مكتب للخطوط، يتولى تقديم جميع الخدمات من الألف إلى الياء تيسيراً لعملاء السعودية، وحلاً لهذا الاختناق، ناهيك عن الاستغلال في مواقف السيارات، وخاصة في جدة، المسألة كلها شفط دراهم، إنك لتعجب من صمت الطيران المدني وعدم تجاوبه مع استهجان عملاء السعودية وصياحهم، وما يطرح في وسائل الإعلام من شكاوى وملاحظات جوهرية على خدمات السعودية، ويشتد العجب من مديرها العام الذي يصف منتقدي السعودية بضعاف النفوس! لا أريد أن أستطرد في سرد ملاحظاتي على السعودية، بحكم أنني ممن يكتوي بخدماتها المتردية باستمرار، ولعلي أكتفي بذلك.
أما ساهر، وما أدراك ما ساهر، وحتى لا نظلمه، هو من حيث الفكرة أكثر من رائع واستطاع بحق أن يخفف من الحوادث القاتلة، غير أن آلية التطبيق لك عليها! لا أتحدث عن مضاعفة الغرامات، فهذا أمر له أهله، لكن نوعية المخالفات في ظل شوارع غير مهيأة مرورياً، هذه المخالفات في نظري تحتاج إلى إعادة نظر.
2-2
بالنسبة لغرامات السرعات، لماذا لا يكتفى تدريجياً بالسرعات الجنونية، ويغض الطرف عن سرعات (80-90 (لأن ساهر بهذه الآلية، مثله، مثل المنشار، والمشكلة أن أكثر من يقع ضحية لهذا الساهر، هم من أصحاب الدخل المتدني جداً، تتفاقم عليهم المعضلات من كل جانب، نظام ساهر للأسف لم يسبق تطبيقه ، توعية كافية في وسائل الإعلام المختلفة، حتى تقوم الحجة، بل أخذ الناس على حين غفلة، وكبلهم بالأغلال المالية.
أما (القياس) القاسي صاحب المآسي، فقد كتبت عنه في هذه الصحيفة المتاحة للرأي والرأي الآخر، مقالة بعنوان(القياس ذلك الشبح المخيف!) طالبت بإعادة النظر في آليته واقترحت تطبيقه من خلال مراحل الدراسة الثانوية، بحيث يكون قبلي لا بعدي، لأنه والحالة هذه، ساهم في تكريس البطالة وصنعها من جديد، لما كان همه جمع الدراهم، بدليل هذه المئات من الريالات التي تسحب من الطلاب وخريجي الجامعات، ناهيك عن كثرة مراكز التدريب الأهلية التي تخصصت في تدريب الطالب على كيفية تجاوز هذا القياس وامتلأت الصحف وأعمدة الكهرباء والجدران بإعلانات هذه المراكز حتى نافست إعلانات المدرسين الخصوصيين، الذين ظلوا يمرحون ويسرحون في ظل غياب الرقيب!، ألم أقل لكم إن المسألة لا تعدو كونها تجارة في تجارة لا غير! عودة لمقال القياس، لقد كانت ردود الفعل على مقالي الآنف الذكر، في أغلبها مؤيدة، غير قلة من منسوبي إدارة مركز القياس، أرادت أن تدافع عن مركزها، نأت بنفسها عن الرد عن طريق الجريدة، وقامت بالتعليق الجاف على المقال، توجت هذه التعليقات، برسالة وردت لبريدي الإلكتروني من مدير إدارة العلاقات بمركز القياس، تكيل التهم لي بالجهل وركاكة الأسلوب، وتطالبني بزيارة المركز وسؤال الجامعات عن مستوى هذا القياس، وكأنني أعيش في كوكب المريخ، وفي المقابل وردتني رسالة من مجهول ذات أسلوب راق، تؤيد المقال وتعضده، خلاف ما وردني من اتصالات ورسائل جوال ورسائل الكترونية تؤيد وجهة نظري، ومع يقيني التام بأن سمو رئيس مركز القياس (الرجل، الخير، الدين، الخلوق) لن يروق له أسلوب مدير علاقات مركزه تجاهي، فإني أردت من هذا المقال نقل نبض الشارع، حول هذا القياس البعدي الظالم، لعل وعسى أن تتم إعادة النظر في آليته، حفاظاً على شباب الوطن.
dr- -jwair@ al hotmail.com