تقرير وتصوير - عبدالله الزهراني

ناشد سكان حي كيلو 14 الشمالي -بجوار مسجد العمار- شرقي مدينة جدة، المسؤولين بإمارة منطقة مكة المكرمة التدخل لإيجاد حل جذري وعاجل لمشكلة المياه الآسنة التي تحاصرهم بعد أن تجاهلت أمانة جدة مطالبتهم، حيث أكد عدد من الأهالي لـ(الجزيرة) بأنها لم تتفاعل مع المشكلة كما ينبغي، مما زاد من مخاوف السكان من انتشار الأمراض الوبائية حتى أن عدداً منهم فكر ببيع منزله للهروب من مشكلة تجمع مياه الصرف الصحي بالحي منذ أشهر دون تدخل من الأمانة للتصدي لأخطارها التي باتت تهدد بشكل كبير سكان الحي، رغم نداءاتهم المتكررة ومطالباتهم المستمرة لأمانة جدة لإنقاذهم من هذه المعاناة والتي تنذر بكارثة بيئية تهدد صحتهم وأبنائهم إلا أن الوضع لا يزال كما هو عليه، كما دعوا لتكثيف جهود الأمانة الرقابية على الأسواق الشعبية التي تتوسط الحي لمتابعة معروضات المواد الغذائية والاستهلاكية بطرق غير نظامية.

مقاومة ذاتية

بداية يتحدث المواطن جمعان أبو صالح بقولة: الوضع خطير في الحي وطالبنا الأمانة بسرعة إنهاء تجمع المياه الآسنة التي تحول من الشوارع وأصبحت تحيط بمداخل منازلنا مباشرة، حتى بتنا لا نستطيع السير نحن الرجال في الحي فكيف بالنساء والأطفال، وتجمعات الصرف الصحي يعلم الجميع أنها بيئة مناسبة وخصبة لتكاثر البعوض والحشرات، ويضيف لقد تعاون سكان الحي بجهود ذاتية وقمنا ببعض الردمات من أجل إيقاف مياه الصرف الصحي وتحويل مسارها، حيث إنها تخرج من أحد المواقع المجاورة، وقد وقف على الوضع بعض مسؤولي الأمانة ووعدوا بحلول جذرية ولكن تعذر شفط المياه من قبل المتعهد وذلك لحجمها الكبير ونحن الآن نطالب بتدخل عاجل من معالي أمين جدة ورفع معناتنا التي أصبحت لا تطاق.

انتشار القوارض

المواطن سعيد العمري تحدث بدورة قائلاً: حي كيلوا 14 الشمالي -جوار مسجد العمار- يوجد به العديد من المشاهد والمناظر السلبية، بداية من مجاورته لحي البرمة ذلك الحي العشوائي والذي تكثر به الأزقة الطويلة الضيقة ويعاني من ضعف الإمكانيات الخدماتية المتوفرة وما يقابلها من كثافة سكانية ضخمة لهذه الجالية التي تقوم بالعديد من الممارسات الخاطئة وسط رقابة شبه غائبة، وتجاوزات للأنظمة البيئية والصحية ويكفي لاكتشاف ذلك القيام بزيارة قصيرة إليه لتكتشف أنهم يعرضون منتوجات منتهية الصلاحية ولحوماً وأسماكاً مكشوفة بأسعار رخيصة، بالإضافة إلى نقص بعض الخدمات الهامة ولعل أبرزها عدم وجود خدمة تصريف مياه الصرف الصحي لكامل الحي، وما يرافقه من تراكم للأنقاض وانتشار الحشرات والقوارض على اختلافها وخصوصاً الباعوض والفئران، علاوة على الروائح الكريهة الصادرة من جراء تراكم (الآسنة)، مما يجعل أهالي الحي من أطفال ونساء وشيوخ يتعرضون بدرجة كبيرة للأوبئة وأمراض نتيجة ما يعايشه من مخاطر التلوث والانعكاسات الناتجة عنها.

عادة سنوية

من جانبه قال سالم السلمي معاناة أهالي الحي هي عادة سنوية فالسيول التي شهدتها جدة خلال العامين الماضيين لم يسلم منها أهالي الحي ولعل آثارها باقية حتى اليوم في عدة مواقع من تجمعات للمياه، ونأمل من المسؤولين في أمانة جدة أن يحظى أهالي الحي بمشاريع الصرف الصحي قريباً وأن تكون هناك خطط تضمن لأهالي الحي حلول جذرية لمشاكل تجمعات المياه في الشوارع والمواقع والتي لا تجد تصريفاً، مشيداً في نفس الوقت بما حظي به الحي من مشاريع جديدة تمثلت في سفلتة الحي وإنارته، ولكن يبقى الصرف الصحي المطلب الرئيس والأهم لسكان الحي.

الحساسية والضنك

واشتكى علي الشيخي من عدم اهتمام الأمانة بأوضاع المواطنين، معبراً عن أسفه لعدم تجاوبهم مع مطالبهم التي لا تلقى صدىً لديهم، وقال: لقد تشكلت بحيرات من المياه الآسنة التي تزكم بروائحها الأنوف، وقد أصبحت عائقاً كبيراً يمنع الجميع صغاراً وكباراً من الوصول للمنازل أو الذهاب للمساجد لأداء الصلاة، إلى جانب أضرارها على الصحة العامة، خاصة وأن المياه تعتبر بيئة خصبة لانتشار أسراب البعوض والذباب والحشرات الضارة، بالإضافة إلى خطورتها على مرضى الحساسية والربو، وأننا جميعاً اهالي كيلو 14 الشمالي -مسجد العمار- نرفع أصواتنا للمسؤولين بضرورة النظر في حل عاجل يجنبنا وأبناءنا خطراً يهدد الصحة العامة ويسيء إلى منظر الحي، مضيفاً أن أهالي الحي يقعون في أوضاع محرجة مع أصدقائهم وأهاليهم من الضيوف القادمين إليهم من الخارج بسبب الروائح الكريهة وتجمعات الصرف الصحي، متسائلاً: هل هذا يعقل أو يحتمل؟.

وعود الأمانة

يضيف أبو صالح أن أهالي الحي قد ناشدوا المسؤولين في أمانة جدة وعلى رأسهم معالي أمين جدة خلال زيارتهم الأخيرة للحي بهدف الوقوف على الخدمات المقدمة، وقد وعد مشكوراً بإيجاد حل ناجع لتجفيفها بأسرع ما يمكن ولكن لم يتحقق ذلك الوعد أو حتى بوادر منه بعد، ونحن من خلال صحيفة الجزيرة نقول له يا معالي الأمين "نقدر لكم وعودكم ولكن حقيقة لم نعد نستطيع احتمال المعاناة أكثر من ذلك، تجمعات مياه الصرف الصحي تهدد صحتنا وأطفالنا، وحلول وردميات الأهالي لم تنفع معها والحفريات التي تتجمع فيها أعطبت سياراتنا، والروائح الكريهة التي تنبعث نفرت ضيوفنا وزائرينا والباعوض الناقل للضنك والفئران تورق مضاجعنا يوماً بعد يوم وهي تسير وتطير في كل مكان أمام أعيننا، ولكن ننتظر الفرج من الله أولاً، ثم كلنا أمل في تدخل المسؤولين لرفع معاناتنا".

رأي الأمانة

وقد قامت (الجزيرة) بالتواصل مراراً مع المسؤولين في إدارة العلاقات العامة بأمانة جدة لمعرفة رأيهم في هذا التقرير أو تعليق عن بعض ما جاء فيه إلا أنه لم يصلنا أي معلومات ولم يتفضل أحد بالإجابة حتى اللحظة!.