في تصريح صحفي لمعالي وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة قال إن وزارة الصحة بصدد معالجة كل مواطن في منزله؟! وهذا التصريح يبشِّر بالخير إذا كان بمقدور الوزارة أن تطبِّق هذا الأمر الهام والذي يبدو أنه فريد من نوعه في العالم..
إن وزارة الصحة إذا حققت هذه الأمنية فهي تحقق آمالاً عريضة لكل مواطن، وعلى وجه الخصوص المرضى والمعاقون والمقعدون، وهي بذلك العمل الجليل تساهم في القضاء على كل المصاعب والمتاعب التي يعاني منها كل من يراجع المستشفيات والذي لم يصل إليها إلا بشق الأنفس وبعد وصوله يصطدم بالإجراءات البطيئة مما يدعو كثيراً من المراجعين إلى الملل وزيادة المعاناة وتحطّم الإرادة وهذا يعود للتزاحم في الأسياب وتأخير معالجة المصابين والمرضى؟! إضافة إلى المعوقات الأخرى وتقسيم المرضى إلى أقسام وأولويات حسب مراتبهم ورتبهم وتكون الفئة الأدنى في الرتب والمراتب هي التي تعاني من التمييز والرعاية الدنيا؟! وهذا الأمر متعلّق بالمستشفيات التي تتبع لجهات غير وزارة الصحة.
إن أمنية معالي الوزير لها أهداف سامية وغايات نبيلة من شأنها تحقيق تطلعات ولاة الأمر في هذه البلاد واهتمامهم بكل ما يسعد المواطن ويحقق له العيش الكريم ويساهم في رفع الضرر وإبعاد شبح الأمراض القاتلة، كما أن هذا الأمر يأتي تقديراً وعرفاناً لدور الإنسان السعودي في خدمة دينه ومليكه ووطنه، هذا المواطن الذي يريد من معالي الوزير أن يتدخل وينسق مع كل المستشفيات ليس من أجل معالجة المواطن في منزله، بل من أجل تسهيل أموره في الحصول على الخدمة الإنسانية المطلوبة سواء في مستشفيات الوزارة أو المستشفيات الأخرى، ولا يتم ذلك إلا من خلال التوسع في مباني وأقسام هذه المشافي وكذلك جلب الأعداد الكافية من الأطباء والممرضين والعاملين وزيادة عدد الأسرّة ومعاملة كل مريض على أنه إنسان ومواطن بغض النظر عن عمله ودرجته في السلم الوظيفي. إن تسهيل الأمور أمر مهم يا معالي الوزير.