لا يعرف المصريون الذين يحبون مصر إلى متى ستستمر تجاوزات المتظاهرين الذين حولوا ميدان التحرير إلى ميدان للتظاهر والفوضى؟!
يكشف لي زميل صحفي مصري مخضرم يعرف كيف يقرأ الأحداث السياسية في بلاده وفي البلدان التي يعمل بها، بأن الوضع في مصر أصبح مقلقاً ومنفلتاً إلى درجة أن باستطاعة بضع أشخاص أن يحركوا كتلاً جماهيرية للتظاهر والذهاب إلى ميدان التحرير لـ»احتلاله»..!!
ولا يحتاج الأمر إلى تنظيم مظاهرة واحتلال ميدان التحرير إلى التجمع في مقهى شعبي وإشراك بضع من مستعملي الإنترنت وإطلاق دعوات إلى الفيسبوك والتويتر وتحديد موعد التظاهر والذهاب للميدان...!!
أما ماذا يحصل بعد ذلك وما هي التأثيرات السلبية على مصر؟ وعلى أمن مصر؟ وعلى اقتصاد مصر؟ فلا يعرف أحد من الذين نظموا تلك المظاهرة، وعندما تسألهم لماذا هذه التظاهرات التي تنظم أغلبها لغرض اتخاذ قرارٍ ما على المجلس العسكري الحاكم، أو حكومة عصام شرف، فالرد يكون جاهزاً بأن هذه التظاهرات لحماية ثورة 25 يناير من قوى الثورة المضادة...!!
أي ثورة مضادة، أيضاً يكون هناك رد آخر، بقايا النظام السابق..!! ولكن يا صديقي قادة النظام السابق يقبعون خلف القضبان، وإذا كان لأنصارهم قوة التغيير وأنتم تواجهونهم بالمظاهرات، فإن البلاد ستضيع، خاصة وأنتم تنظمون مظاهرات وتتصادمون مع الشرطة وأفراد الجيش، فهل يجعل الناس والذين يفكرون بزيارة مصر في موسم الصيف يحضرون لبلد هاجس الشباب فيه التصدي للثورة المضادة، وفرض خياراتهم على الحكومة؟
إن مصر تستعد لاستقبال موسم السياحة لإصلاح اقتصاد البلد الذي ضربته المظاهرات وفوضى العمل السياسي الذي يحتاج إلى خبرة وليس إلى الحماس فقط، وتوقيت المظاهرات الجديدة يضر كثيراً بجهود مصر لاستعادة السواح، فهل فكر المتظاهرون بذلك؟ وهل تردعهم مصلحة مصر لوقف هذه الفوضى؟
jaser@al-jazirah.com.sa
