تمتلك المملكة أفضل وأطول شبكة طرق حديثة سريعة تربط شمال البلاد بجنوبها وشرقها بغربها. وتُعدُّ طرق المملكة البرية من أفضل البنى الأساسية في هذا المجال، إذ أُنشئت على مستوى عال من المواصفات، من حيث السعة ومحطات الوقوف والصيانة الدورية المتابعة من قبل دوائر وزارة النقل. ومع هذا، نجد أن الاستفادة من هذه الطرق وبالذات من قبل المسافرين الذين يرغبون في زيارة قراهم ومدنهم غير مكتملة بسبب رداءة خدمات الاستراحات التي تخدم هذه الطرق، وهذا ما حجَّم سياحة الأرياف.
صحيح أن الطرق خدمت قطاع نقل البضائع، إلا أن نقل الأفراد لم يستفد من هذه الشبكة الرائعة، لعدم اكتمال الخدمات المساندة وبخاصة الاستراحات والفنادق الصغيرة «الموتيلات». فالمسافر الذي يسلك هذه الطرق يحتاج إلى مكان يستريح فيه هو وعائلته ويحصل على خدمة تشجعه على ارتياد هذا المرفق الهام.
والسعوديون الذين سافروا إلى الخارج بل وحتى إلى الدول الخليج العربي المجاورة، لمسوا المستوى المتقدم لاستراحات الطرق التي تقدم خدمات متنوعة، تبدأ من مساعدة المسافر على إصلاح سيارته وتقديم الضمان حتى نهاية الرحلة. وبالإضافة إلى الفنادق الصغيرة والمطاعم المتنوعة، تجد على الطرق في بعض الدول الأوروبية مراكز طبية لإنعاش وعلاج المرضى الذين قد يباغتهم المرض وهم في حالة سفر.
أين نحن من كل هذا..؟!
هذا ما تحاول الهيئة العامة للسياحة والآثار تفعيله وتنشيط هذا العمل المرتبط بالسياحة، فشعور المواطن والمقيم أنه يحظى بخدمات جيدة على الطرق ستشجعه حتماً على ارتياد هذه الطرق وبالتالي زيادة زيارة القرى والمدن ومن ثم انتعاش سياحة الأرياف. كما أن الاهتمام باستراحات الطرق والتوسع في تقديم الخدمات للمسافرين سينعش هذا القطاع ويمد الاقتصاد الوطني برافد واعد لابد وأن يحقق فوائد جملة من خلق فرص وظيفية جديدة للمواطنين، وينمي استثمارات الأشخاص والشركات التي تستثمر في هذا الضرب الاقتصادي، إضافة إلى أنه يحسن صورة الوطن ويقدم خدمة يحتاجها المواطن والمقيم معاً.