قرأتُ ما كتبته الأستاذة رقية سليمان الهويريني في عدد الجزيرة رقم 14140 في 14-7-1432هـ تحت عنوان (الإسراف في الطعام إلى متى؟). وتعليقاً عليه أقول: نحن نسرف في أشياء كثيرة، نسرف في الأكل حتى التخمة المفرطة الموصلة للسمنة المسببة للأمراض الكثيرة، ولم ننفذ قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم «خير ما يأكله ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن أبى فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
ونسرف في إعداد كميات كبيرة من الطعام في حفلات الزواج وفي المناسبات، الذي لا يؤكل منه إلا النزر اليسير، وغالبيته يذهب إلى أكياس وصناديق القمامة. ونسرف في الملبس، خاصة النساء اللاتي يجارين الموضة فتشتري إحداهن فستاناً للمناسبات مغالى في ثمنه ولا تلبسه إلا مرة واحد، وفي المناسبة الأخرى تشتري غيره بحجة أنه شوهد عليها في المناسبة السابقة! وتتراكم عندها الفساتين، ويكون مصيرها أكياس المهملات. ونسرف في تبديل أثاث المنزل، ولو كان جديداً وجميلاً مجاراة للفخفخة. ونسرف في تبديل موديلات السيارات اتباعاً للدعاية ومباهاة الآخرين. ونسرف في استعمال المياه التي هي عصب الحياة ومصادرها قليلة في بلادنا. ونسرف في استعمال الكهرباء وهي تكلفنا أموالاً طائلة..
إن هذا الإسراف لا مبرر له، وهو مخالف لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
محمد عبدالله الفوزان
- الغاط