مجموعة من الصديقات اجتمعن على الود والوفاء وتشاركن في أشياء كثيرة أولها الطموح.. طموحات إلى أبعد الحدود نموذج نفخر به للفتيات السعوديات الطموحات المثقفات كل واحدة منهن تحلم بمشروع خاص بها، ويحلمن جميعا بشهادات عليا.. ليرتقين بأنفسهن ويخدمن هذا الوطن الذي قدم لهن الكثير، تقدمن سويا في طلب بعثة ليحققن أحلامهن وحصلت ثلاث منهن على الموافقة، في البداية فرحن كثيرا وفي النهاية بكين كثيرا.
المشكلة كانت بعدم وجود محرم أومرافق، جميعهن غير متزوجات، اثنتان منهن لديهن إخوة صغار فقط والأب ليس على استعداد للسفر، والثالثة والدها متوفى ولا يوجد أخ لديه الجرأة على ترك وظيفته، خصوصا انه رب أسرة. طبعا تعسرت أمور البعثة وحالتهن النفسية أيضا فلم يكن من السهل عليهن التنازل عن طموحهن أبدا وحتى استطاعت واحدة منهن إقناع جدها بالذهاب معها، ولكن في آخر لحظات مرض الجد وساءت حالته الصحية ولم تتمكن من السفر.
بعد تجربتهن هذه يخبرنني أنهن يفكرن بالزواج من رجل فقط يأخذهن ليكملن دراستهن، وأنهن على أتم استعداد للتنازل عن كافة حقوقهن ولا يطالبنه بأي شي... حالتهن النفسية تردت كثيرا مما جعلهن يتنازلن عن أبسط حقوقهن.. ولا تعليق..
قررت الفتيات العمل في أي مكان محترم يشغلن به أوقاتهن، فتقدمن إلى مدارس خاصة للعمل، المدارس أخبرتهن أنه يوجد اكتفاء وسيتم الاتصال بهن وقت الحاجة، وفجأة تم قبول من لهن واسطة في هذه المدارس !! ولا تعليق.. تقدمن جميعا للجامعة الموجودة في مدينتهن لدراسة الماجستير، ولكن كان مطلوب منهن اختبار القدرات، ولظرف طارئ لم تستطع اثنتان منهن دخول هذا الاختبار.. والسبب كالعادة هو المحرم..
قررت واحدة من المتبقيات أن تلتحق بالجامعة الخاصة فقامت بجمع المال والاستدانة من الأقارب, وبعد مرور فصل دراسي أحضرت المبلغ، فقد تكفلت أختها بدفع الرسوم عندما رأت حماس شقيقتها ولهفتها على الماجستير، وذهبت والطموح باد في عينها.. فإذا بالموظفة تخبرها.. يجب أن يكون لديك شهادة خبرة في الإدارة.. ليست لديك.. نعتذر عن قبولك.. لا تعليق..
(فيا طالب العلم كن عالي الهمة، ولا يكن نظرك في تاريخ عظماء الرجال يبعث في قلبك الرهبة والهيبة، فتتضاءل وتتصاغر كما يفعل الجبان المستطار حينما يسمع قصة من قصص الحروب، أو خرافة من خرافات الجان، وحذار أن يملك اليأس عليك قوتك وشجاعتك، فتستسلم استسلام العاجز الضعيف) مصطفى لطفي المنفلوطي - من مقالته النبوغ.