اطلعت على مقال الثلاثاء: لكاتبه الدكتور حسن بن فهد الهويمل في صفحة الرأي بجريدة الجزيرة الغراء في تاريخ 26-7-1432هـ وعدد 14152 بعنوان: ويسألونك عن اليتامى..! وشدني فيه أن بلادنا: بلاد الحرمين الشريفين حباها الله بنعم ثلاث: نعمة الإسلام، ونعمة المقدسات، ونعمة الخيرات.. وهذه النعم الثلاث وفرت لبلادنا أعماقا سياسية، واقتصادية، ودينية لا تحتاج إلى من يجسدها عبر هذه الصفحة، لأنها تحتاج لمجلدات ومجلدات، ولكن أحب أن أشير إلى أزمنة غابرة وردت في المقال عن حياة الدكتور الهويمل عاشها متجرعاً حرمان اليتيم، وإن لم يكن يتيماً، فقد فارق أبيه والدته وعمره ست سنوات فرق الطلاق بين أبيه ووالدته، لتكون والدته مع زوج لا يحمل حنان الأب، ويكون أبيه مع زوجة لا تحمل حنان الأم! وعاش بين غريب الوجه واليد واللسان.. كا تحدث أنه عاش حياة اليتامى وهو ليس بيتيم، وعاش حياة أشد حرماناً من حياة اليتيم، لأن اليتيم يجد من يعطف عليه، أما ابن المطلقة فلا يجد إلا الحرمان، لأنه بين نارين: نار زوج الأب، ونار زوج الأم..!
إنه حرمان عاشه أستاذنا الهويمل حرمان وحدة الأم والأب ليعيش معهم في منزل واحد، إلا أن نزوات الشيطان أوصلت أبويه إلى أبغض الحلال وحدث الطلاق، وتم الفراق، وحصل اليتم منذ أكثر من ست وستين سنة، وهذا الحرمان الذي عاشه الهويمل في صغره ليس غريب على حياة العظماء، فإن معظمهم عاشوا أشد مرارة وحرمان من مرارة وحرمان الهويمل ولو قرأنا صفحات تاريخ العظماء لوجدنا أن الكثير منهم يتامى، ومعاقين، وأبناء مطلقات.
لذا نأمل من الدكتور الهويمل أن يبدأ ويتحفنا بكتابة سيرته بقلمه، لأنه أعرف من غيره بسبرها، حيث اطلعنا على شيء يسيراً منها في مقاله: مقال الثلاثاء فالسيرة التي يكتبها صاحبها في حياته أفضل من أن يكتبها غيره بعد وفاته. فالقراء يتشوقون لسيرة الهويمل، لأن فيها الكثير من المحطات المشوقة التي تخفى على القراء وتحتاج منه إلى رصد، وسبر، وسرد، لأنه خير من يتوخى الدقة، وتكون سيرة في كتاب يبقى تاريخا يتوارثه قراؤه، ويطعلعوا على سيرة علم من أعلام مسيرة رجال الفكر في بلادنا التي من الأفضل أن نقرأها ونستفيد مما جاء فيها من فوائد توصلنا إلى ما وصلوا إليه.
أحمد المنصور - بريدة - نادي القصيم الأدبي