في كل رحلة لي خارج المملكة أو داخلها، ومشاهدتي لمطاراتنا وصالات الركاب ومقارنتها بمطارات الدول الأخرى، لا يغيب عني السؤال المتكرر؛ أين مطاراتنا من مطارات العالم؟ بعض الدول أقل منا أمكانات ومقدرات، ولكنها تفوقنا كثيرًا في تجهيزات مطاراتها من حيث التنظيم والتريتيب وتوفير كافة الخدمات للمسافرين، والأهم النظافة. بعض مطارات العالم تهبط بها طائرات على مدار الساعة بل في كل دقيقة وتمتلئء صالاتها بالمسافرين خصوصاً المسافرين العابرين (ركاب الترانزيت)، ومع ذلك فهي مهيئة تماماً لاستقبال المزيد منهم، فصالات الانتظار فسيحة ونظيفة ومؤثثة بشكل حديث وجميل، المطاعم والمقاهي في كل ركن ودورات المياه نظيفة ويتم العناية بها على مدار الدقيقة. بعض تلك المطارات أصبحت بمثابة متعة للمسافرين ومكانًا للاسترخاء أو التسوق على سبيل المثال مطار دبي أو سنغافورة أو لندن وغيرها.
كلنا ثقة بمعالي الدكتور فيصل الصقير وهو من الأشخاص المشهود لهم بالعمل الجدي والتفاني في العمل، وأنا متأكد أن هذا الأمر من أهم أولويات عمله في تحديث المطارات وجعلها جاذبة للمسافر، وهو من الأشخاص الذين يتقبلون الرأي الآخر بصدر رحب، فنحن نريد القادم والمغادر لمطاراتنا يعيش تجربة مميزة وليس العكس.
في تصوري أننا في حاجة إلى وضع خطة عمل جريئة ومحددة المدة لتغيير مظهر وشكل كافة صالات المطارات لدينا في المملكة، وأن نهتم براحة المسافر دائماً وإرضائه، فيجب وضع كاونترات خاصة للاستعلامات في صالة القدوم والمغادرة، ويجب توسيع وتحديث صالات انتظار ركاب الدرجة الأولى السعودية والأجنبية، واستبدال وتغيير الأثاث التالف أو القديم، وزيادة محلات البيع وعدم حصرها على شركات معينة، والأهم هو القضاء تماماً على تطفل سائقي السيارات الخاصة والأجرة ومنعهم من دخول الصالة والزامهم بالانتظار في أماكن انتظار سيارات الأجرة، فمنظرهم مشوه لأي منظر جمالي وهم يتجمهرون أمام بوابة الخروج الداخلية في المطارات، وهم أول من يستقبل المسافر بكلمتهم الشهيرة (سيارة يالأخو).
sulmalik@hotmail.com