|
حوار - محمد بن عبدالعزيز الفيصل
كراسي البحث.. الجملة التي كثر تداولها في الآونة الأخيرة فلا تكاد تخلو منها جامعة سعودية.. (الجزيرة) من خلال هذا الحوار مع د. فهد العسكر عميد البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستلقي الضوء على آلية عمل هذه الكراسي في جامعة الإمام.
د. فهد بداية ما يميز الكراسي العلمية في جامعة الإمام عن الكراسي الأخرى في بقية الجامعات؟
- تفكير جامعة الإمام في كراسي البحث يعود لأكثر من 10 سنوات، وفي منتصف عام 1428هـ بدأ العمل الفعلي لهذا البرنامج؛ والجامعة كان لديها الكثير من الطلبات لتمويل الكراسي، لذا فقد حققت خلال 4 سنوات إنجازات لم تحققها طوال تاريخها فيما يتعلق بتمويل البحث العلي من المصادر كافة.
لم نندفع في الموافقة على طلبات إنشاء الكراسي حتى درسنا هذه الطلبات جيداً ولهذا قمنا بإعداد البنية التنظيمية قبل الشروع في إنشاء هذه الكراسي، فشكلت لجنة برئاسة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ومن أعضائها عميد البحث العلمي ومجموعة من منسوبي الجامعة، وعملنا خلال أكثر من عام باستطلاع تجارب العديد من الدول من مختلف أنحاء العالم في مجال إنشاء وإدارة كراسي البحث ولهذا خلصنا إلى إصدار لائحة كراسي البحث عام 1428هـ قبل توقيع عقود الكراسي مع أيّ جهة؛ وانبثق عن هذه اللائحة قواعد لتنظيم الأمور المالية والإدارية وسلم رواتب، ثم بدأنا في توقيع العقود وكان من أوائل هذه الكراسي: كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية، وكرسي صحيفة الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد، وكرسي الأميرة العنود لدراسات العقيدة والمذاهب المعاصرة، وكرسي الشيخ فهد المقيل لدراسات النظام التجاري.. هذه الكراسي الأربعة هي الأولى وتمثل نواة كراسي البحث في جامعة الإمام.
أشرتم في حديثكم إلى لائحة كراسي البحث الصادرة في عام 1428هـ.. فهل هي قابلة للتعديل؟
- نعم.. اللائحة قابلة للتعديل وقد أجرينا عليها بعض التعديلات هذا العام، نحن نفخر في برنامج كراسي البحث في جامعة الإمام بأنه من أكثر البرامج تكاملاً في بنيته المؤسسية، فلائحة كراسي البحث هي الآن بإصدارين، والآن نعمل على القواعد والإجراءات المنظمة لتمويل المنح البحثية ثم سنعمل قريباً على دليل وسياسات إجراءات العمل ثم نظام أخلاقيات البحث.
وجامعة الإمام تقدم الاستشارات والخبرة لعدد كبير من الجامعات مثل جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية والجامعة الإسلامية وجامعة الخرج وجامعة أم القرى ومعهد الإدارة العامة سواء من خلال اتصال أو زيارات.
ماذا عن آلية التعامل مع هذه الكراسي هل هي واحدة أم أنها تختلف حسب التخصص؟
- آلية التعامل معها واحدة، أما العمل البحثي والأكاديمي فمرتبط بالكرسي، ومبلغ التمويل محدد من اللائحة حسب الممول وليس حسب التخصص؛ فالبنسبة للأفراد الحد الأدنى 6 ملايين لخمس سنوات، وهناك من يمول بتسعة ملايين وسبعة ملايين؛ أما الشركات فالحد الأدنى 10 ملايين مدتها 5 سنوات.
هل سبق أن تقدم إليكم أحد الأفراد أو الشركات بطلب إنشاء كرسي وتم رفض هذا الطلب؟
- نعم.. وهذا كثير وهذا ليس عدم تقدير لهؤلاء الناس بقدر ما هو التزام بالسياسة العامة في كراسي البحث التي تقوم على ثلاثة مرتكزات.. أولاً: أن تكون هناك حاجة مجتمعية ماسة لهذا المجال الذي سينشأ فيه الكرسي. ثانياً: توافر القدرة العلمية والبحثية في المجال نفسه. ثالثاً: وجود الممول. وهذه هي المحددات الأساس لسياسة الجامعة في إنشاء كراسي البحث.
وفي بعض الكراسي تحوي الهيئة العلمية الاستشارية بعض أصحاب المعالي ومن القيادات الكبرى في هذا الوطن. وبنية كراسي البحث في الجامعة أنشئ لها برنامج وهو (برنامج كراسي البحث) ويمول من إيرادات الكراسي، ويدار من قبل مجلس كراسي البحث ويدار من قبل 10 أعضاء برئاسة معالي مدير الجامعة ونائبه وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي وعدد من أستاذة الكراسي والباحثين المتميزين وأمين برنامج كراسي البحث وأمين الصندوق والمدير التنفيذي لصندوق كراسي البحث، ويتفرع عن المجلس وحدتين رئيستين الأمانة العامة لكراسي البحث، وهي التي تتولى الجوانب التنفيذية، وصندوق كراسي البحث معني بالإيرادات واستثمارها وتنميتها وما إلى ذلك.
هل سبق أن ألغت الجامعة أحد الكراسي بعد إنشائه؟
- لا.. لم يسبق أن حصل ذلك، ولهذا برنامج الجودة جاء ليحقق في عمل هذه الكراسي وليضبط عملها، ويمكن تغيير أستاذ الكرسي أو الهيئة العلمية. الجامعات اليوم فيها العديد من الوحدات التي تعمل في مجال البحث العلمي.. وفي جامعة الإمام هناك خطة إستراتيجية معتمدة للخمس السنوات المقبلة فيما يتعلق بالبحث العلمي ولقيت إشادة معهد (استانفورد) وإشادة فريق المراجعة الخارجي الذي جاء من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي على هذه الخطة التي عملتها الجامعة بأيدي أبنائها دون الاعتماد على أي جهة خارجية، وكان الهدف الإستراتيجي الأول تعزيز البنية التحتية للبحث العلمي في الجامعة، وقد انبثق عن هذا الهدف، هدف آخر فرعي يتمثل في تحديد مهام وأدوار الرئيسة والداعمة للبحث العلمي، فعلى سبيل المثال كراسي البحث لا علاقة لها بالتدريب بل تعمل في البحث العلمي، فمعهد الأمير نايف يتولى التدريب وهذا سيقضي على الازدواجية.
ماذا عن البعد الدولي لكراسي الجامعة؟
- كراسي جامعة الإمام ليست محلية بل هي دولية أيضاً؛ فهناك كرسي في حوار الحضارات مع جامعة السربون الفرنسية، وقد وقع عقده ومن المتوقع أن يتم تدشينه في شهر أكتوبر المقبل في باريس وستنظم فعاليات الكرسي بين الرياض وباريس وهو يعنى بجانبين الأول: علاقة العلوم بحوار الحضارات على مدى التاريخ، والثاني: دور الإعلام والاتصال في دعم حوار الحضارات.
وهناك ثلاثة كراسي ننتظر اعتمادها النهائي من قبل منظمة اليونسكو ستنشئها الجامعة الأول في الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، والثاني: الإعلام المجتمعي، والثالث: في الجودة في التعليم العالي، وسيتم توقيعها في مقر المنظمة في باريس.