|
بريدة - بندر الرشودي - أحمد السالم
سجلت شرطة منطقة القصيم ممثلة بإدارة التحريات والبحث الجنائي إنجازاً أمنياً هاماً يضاف لرصيد الإنجازات الأمنية التي تحققها أجهزة الأمن المختلفة وذلك من خلال الإطاحة بأخطر عصابة للسرقات بالمنطقة، حيث امتهنت تلك الجريمة بكافة أنواعها وأساليبها بشكل غير مسبوق أو معهود.
وقد أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم المقدم فهد بن علي الهبدان من خلال مؤتمر صحفي عقده (أمس) بمقر إدارة التحريات والبحث الجنائي بمدينة بريدة حضره مدير إدارة التحريات والبحث الجنائي بالقصيم العقيد عثمان المحيميد ومدير شعبة السرقات والجرائم الإلكترونية بالإدارة المقدم علي المقبل ومدير شعبة الجرائم الاقتصادية والمنظمة الملازم أول ماجد المنسلح والملازم منصور المطيري بالإضافة لممثلي وسائل الإعلام المختلفة, أوضح أن إدارة التحريات والبحث الجنائي رصدت في الفترة الماضية ارتفاعاً في أعداد قضايا السرقات بشكل سريع ومتقارب من خلال البلاغات المقدمة لمراكز الشرط والتي كانت غالبيتها تفتقر إلى أيّ معلومة أو أثر قد يستفاد منه إضافة إلى ارتكابها بأساليب خطيرة لم تكن مسبوقة من قبل حيث اقترنت بالسطو المسلح والتهديد بالأسلحة النارية نحو من يتواجدون داخل منازلهم من الأطفال والخدم لإرغامهم للدلالة على مواقع مقتنيات أهاليهم إضافة إلى اغتصاب إحدى الخادمات المنزلية.
مشيراً إلى أن مدير شرطة منطقة القصيم اللواء عبدالله الزهراني قد وجه بتشكيل فريق عمل برئاسة مدير الإدارة والمختصين فيها لإعادة دراسة البلاغات والاستفادة مما ورد فيها والأساليب الإجرامية المتبعة والربط بينها وبين المشبوهين من أجل التعرف على الجناة والقبض عليهم.
وأكد أنه اتضح من خلال الحس الأمني الرفيع والمهنية الفائقة والتمرس في البحث الجنائي والمتابعة المستمرة والعمل على مدار الساعة تقريب الاشتباه لأحد الجناة وذلك من خلال تحليل واستقراء للبلاغات المقدمة والربط بين عدد من الجرائم الجنائية حيث اتضح أن الجناة يعمدون إلى التحضير والترتيب الفائق عند ارتكاب سرقاتهم يسبقها اختيار لضحاياهم بعناية حسب اعتبارات يرجحون من خلالها الوصول إلى مبتغاهم إضافة إلى أنهم على قدر كبير من التمرس والذكاء من خلال تنفيذ جرائمهم والتنوع في أدوارهم حسب إمكانياتهم الفردية والتي استطاعوا من خلالها تغطية حجم جرائمهم والتماسك فيما بينهم فترة زمنية. كما أن فريق العمل الأمني وبتركيزه على أحد المعايير الأمنية المعتبرة لديه استطاع الوصول للجناة ومعرفة من يديرهم ويقوم بالاختيار والتخطيط لهم ومن ثم ارتكاب جرائمهم عبر خلايا تنفيذية متنوعة الأدوار ومختلفة المهام وبفضل من الله ثم بعملية أمنية محكمة تمت الإطاحة بهم متلبسين.
بجرمهم المشهود بعد تنفيذهم لإحدى جرائم السرقة مستقلين سيارة تابعة لهم وكانوا يحملون معهم خزنة حديدية تحتوي على مجموعة من المشغولات الذهبية المتنوعة. يشار إلى أن العصابة بلغ عدد أفرادها تسعة أشخاص جميعهم سعوديون وتتراوح أعمارهم فيما بين العقد الثاني إلى نهاية العقد الرابع وبفضل الله وبعد جلسات التحقيق المطولة والمكثفة معهم ومواجهتهم بالأدلة والقرائن من قبل الدائرة المختصة بفرع هيئة التحقيق والإدعاء العام تم تصديق اعترافاتهم شرعا بما يلي:
1 - ارتكاب (278) قضية أغلبها سرقة المنازل أقترن البعض منها بالسطو المسلح وإطلاق النار والاغتصاب بمدينة بريدة ومحافظات المنطقة بالإضافة لسرقة محلات تجارية واستراحات وأغنام وسيارات.
2 - ثبت للجهات الأمنية عدم قيام بعض المواطنين بالإبلاغ عن قضاياهم والتي تجاوزت (54) سرقة!.
3 - قدرت القيمة التقديرية للمسروقات والأضرار الناجمة عنها بمبلغ تجاوز خمسة ملايين وأربعمائة ألف ريال.
4 - إعادة جميع المسروقات التي ضبطت بحوزة المتهمين إلى أصحابها مباشرة بعد انتهاء التحقيق مع المتهمين.
5 - قام المتهمون بدلالة فريق العمل على المواقع التي عمدوا إلى سرقتها وقد بلغ عدد الانتقالات في تلك القضايا (527) حالة انتقال تم توثيقها بالصوت والصورة.
كما أن أفراد تلك العصابة عمدوا إلى إخفاء مجموعة من مسروقاتهم التي يتحفظون على بيعها ومنها الأسلحة في منارات بعض المساجد غير مراعين لحرمتها أو المنازل والمزارع المهجورة والعائدة للبعض منهم أو دفنها في الكثبان الرملية في حين يتولى أحدهم والذي يعمل في أحد محلات بيع الذهب والمجوهرات بمدينة بريدة باستقبال كافة مسروقاتهم الثمينة من المشغولات الذهبية والأكسسورات بطريقته الخاصة وصهرها مستغلاً طبيعة عمله وتمرسه في هذا المجال بينما تولى آخر بيع الأغنام المسروقة على أشخاص من خارج المنطقة. كما يقوم مقيم عربي يعمل في أحد محلات بيع الإطارات بشراء الإطارات والجنوط المسروقة وتغيير ملامحها وبيعها مرة أخرى، أما الأجهزة الإلكترونية فيتم تصريفها عن طريق أحد الوافدين بنفس الطريقة السابقة واتخذت الإجراءات النظامية المتبعة في القبض عليهم وتقديمهم للتحقيق معتبراً ذلك من أهم أسباب الجريمة.
ونبه المقدم الهبدان المواطنين والمقيمين إلى أن تلك العصابة ثبت من خلال استجوابهم واعترافاتهم إلى أنهم يعمدون لأساليب مبتكرة لتنفيذ جرائمهم ومنها قراءة فواتير الكهرباء المتروكة عادة في عدادات الكهرباء وذلك لمعرفة اسم صاحب المنزل ومن ثم الاتصال بهاتف الدليل وطلب رقم هاتف صاحب المنزل ومن ثم الاتصال بالمنزل لمعرفة أوقات عدم تواجد أهل تلك المنازل للقيام بسرقتها إضافة إلى أنهم يقومون بطرق أبواب المنازل والابتعاد عنها ومن ثم مراقبتها وفي حال عدم الرد أو الخروج يعمدون إلى سرقتها.
بالإضافة إلى أن تلك العصابة تعمد إلى الدوران داخل الأحياء السكنية بمظاهر شبابية غير ملفتة للنظر مراقبين من يغادرون منازلهم مطالباً أهل الحي بمراعاة وملاحظة مثل ذلك وتدوين أرقام سياراتهم للتواصل مع الأجهزة الأمنية. ومن أخطر أعمالهم الإجرامية التي ثبت تورط تلك العصابة بها خلاف السرقات:
1 - الدخول على خادمة منزلية بعد خروج صاحب المنزل وتجريدها من ملابسها تحت تهديد السلاح واغتصابها وسرقة ما قيمته مائة وخمسة وثلاثون ألف ريال ما بين مبالغ مالية ومجوهرات.
2 - احتجاز مجموعة من الأطفال الصغار داخل غرف منازلهم وترويعهم وتهديدهم بالسلاح وذلك بعد أن صادف دخول الجناة مغادرة والديهم المنزل.
3 - إطلاق النار نحو مكان يتواجد به مجموعة من الأطفـــال داخل منزلهم وذلك عندما سمع الجناة أصوات الأطفال أثناء ارتكابهم السرقة.
مشيراً إلى الأضرار النفسية التي لحقت بالأطفال والأسر والخدم والسائقين المسروقة منازلهم وكانوا موجودين فيها وقت خروج أهلهم مازالت قائمة.