تتوافق البساطة والعمق في القيمة تماماً كما تتوافق السطحية والغموض، فكما تؤدي البساطة إلى قتل السطحية بالعمق كذلك يفعل الغموض. وأي قصيدة تحتاج إلى قاموس لغوي لكي تفهم قصد شاعرها وفك رموزه هي قصيدة عاجزة عن الوصول، وكما يفعل كاتب القصيدة السطحية من رفض القارئ لها يفعل كاتب القصيدة الغامضة.
وهنا تكمن قدرة الشاعر الذي يوحي لقارئه أن قصيدته من شدة بساطتها وسلاسة أسلوب شاعرها إنها في متناول من أراد أن يكتب مثلها وإذا حاول اخفق لاحتوائها على العمق اللذيذ الذي يغري بالتقليد ويمنع المشابهة. وهنا يمكن أن يقال بأن هذا العمل الإبداعي هو (السهل الممتنع). ولأن الوقت الآن أكثر سرعة فمن الخطأ انتهاج الرمزية والغموض في كتابة إبداع لا يدرك قيمته إلا كاتبه وعدد محدود من الناس قد لا يتجاوز عدد أبيات النص.
وقد ينتهج أحدهم أسلوب السطحية والمباشرة بكتابة ما لا يعاب عليه خلل في الوزن والقافية ويخلو من الشعر والإبداع، وقد يجد من يتبنى مثل هذا الطرح من بعض مسؤولي المنابر الإعلامية لجهله بالعمل الإبداعي الراقي الذي يجمع بين العمق والبساطة في آن معاً، وهنا تكمن الخطورة حيث رداءة التقييم وفقر الفكر.
الإخوان إبراهيم العازمي من حائل وعبدالله محمد حمود النافع من الزلفي، قلمي عاجز عن شكركما أيها الكريمان.
fm3456@hotmail.com