«سحابة صيف «.. تعبُر بوسمها، كانت يقال: بصمة داكنة..
سحابات الصيف، لا تعبر في وقتنا..
فوقتنا داكن بصيفه.. والسحابات مقيمة..
***
في الزمن الذي كان يترحَّل فيه الرواة، انتُحلت القصائد وبعض المقولات..
وصدَّق الناس التاريخ. إلا اليسير منه..
بينما في الزمن الذي انقشعت فيه عن المسافات غلالات الطرق..
ولم تعد تنفق فيه الرواحل..
كثر المنتحلون.. وتلونت أساليب التدليس..
وعمت سبل النقل, وتنوعت.. وتعددت صفات الرواة..
إذ تقدم فن الأكاذيب كثيرا.. وتطور..
***
هذا لكم..
أما ما هو لي فأقول:
***
كتبت ع. م. تقول: (أتوجه إليك برجاء الكتابة عن قضية المنفصلات عن أزواجهن، من قضى الله بألا يوفقن في حياتهن الزوجية، إما برجل مستهتر لا يعي قيمة الحياة المشتركة، ولا يقيم حدود الله في زوجته وأولاده، أو ممن تتراكم في نفوسهم آثار التنشئة الخاطئة وما يمثلونه من العقد والغرور والإحساس بالفوقية فتفشل حياتهم ونذهب نحن النساء ضحية لهم، ومن يركنون إلى ما تتحلى به النساء من أخلاق فلا يقمن عليهم الدعاوي أو يجرونهم إلى المحاكم حرصا على نفسيات أبنائهن فيتحملن الانفصال وما يجره من ويلات تعطل أمورهن، وحرمانهن من حرية الحركة لا سفرا مع الأهل ولا خروجا يتطلب موافقة المحرم ولا ولا.. ثم يتحملن مصاريف النفقة لأن هذا النوع من الأزواج لا ينتقم من زوجته المنفصلة عنه إلا بحجب الصرف المادي عنها وعن أبنائه الذين غالبا إن بقوا معها فيكونون سلاح ضغط وتعذيب، يضطرها الأمر لدفع إيجار البيت الذي تسكنه هي وأبناؤها، وكل الذي يخطر في بال من يعلم أي نوع من الرجال الذين تربوا على الأنانية وحب الذات، والقسوة وعدم الخوف والخشية من الله, والمنفصلة تعاني الأمرّين لا بيت تجد فيه زوجا أمينا عليها، ولا آخر تعيش فيه بكرامة دون أن تعاني من تدخلاته المثيرة لتعبها حتى يقضي الله بأمره إما أن تطلب مخالعته وتذهب إلى دهاليز المحاكم وإجراءاتها القاتلة لوقتها وراحتها، أو تتحمل وتقضي حياتها تعيسة، إذ لا تزال عشرات بل مئات الحالات في المحاكم لم يبت حتى الآن في أمرهن مماطلة، وتباعد مواعيد، ويرمى لأسباب عدم حضور الزوج، ومراوغته عند الموعد المحدد في المحكمة.., لذا يا دكتورة خيرية، حين فتح باب التسجيل لطلب القرض العقاري فرحنا، وذهبت مجموعة منا (المنفصلات) لسنوات طويلة للتسجيل قيل لنا: لا تنطبق عليكن الشروط فلا أنت مطلقة ولا أرملة..! ولكنني في حكم المطلقة والأرملة.. لا زوج معي ولا قدرة مالية لتحمل نفقات حياتي مع أبناء يكبرون وتكبر معهم مطالبهم..
لذا اتفقنا أنا وبعض ممن أعرف أن نطلب من خلال زاويتك أن تشملنا رعاية الأب الكريم، ما يسهل علينا التخلص من ظلم الأزواج المنفصلين عنا، وأن تشملنا القسمة في القروض العقارية، وأن تسرع المحاكم في إجراءات إنهاء صكوك الطلاق دون معاناة لا نحتملها أبدا والله تعالى أكد على العشرة بالمعروف أو الفراق بإحسان، وبعدم نسيان الفضل بين الأزواج وبأنهم إن تفرقا فسوف يغني الله تعالى كلا منهما من فضله.
إن فئة المنفصلات المعلقات قضية مهمة لما نعانيه كثيرا والله المستعان..
***
والرسالة مقدمة لذوي الشأن، لعل أن تكون هناك جهة مسؤولة عن قضية المنفصلات لاستقبالهن، وتسهيل إجراءات تطليقهن، ومنحهن طلاقة الاختيار، ومفتاح الحياة الكريمة, من جهة، ومن جهة أخرى، ننقل رغبتهن لمقام الوالد الأول حفظه الله, لتشملهن رعايته الكريمة، بتمكينهن من الحصول على قرض العقار, لتسهيل الحياة لهن، فيعشن في اطمئنان.