في كل مرة أزور فيها الرياض، وفي الطريق من مطار الملك خالد تبدأ بعد قليل وباتجاه المدينة ورشة عمل لا تهدأ على مساحة 8 ملايين متر مربع لبناء ضخم بوحداته وتقسيمه. في الأسبوع الماضي وخلال زيارة عاجلة للعاصمة، كانت نافورات المياه ترتفع إلى السماء على مدخل الجامعة، وكان كل شيء يوحي بالتنظيم فالجامعة تستعد لاستقبال دفعات أولى من المنضمات إليها.
يصعب تخيل زحمة طريق المطار مع العودة للدراسة، هناك الآلاف السيارات التي ستنقل الطالبات والأكاديميات والعاملات إلى ومن الجامعة، طبعاً ستكون الطالبات برفقة سائقين، أو أولياء أمورهم، وسيتم تنقلهم داخلياً عبر «المترو»، والذي يتألف من 22 قاطرة،،تعمل على مدار الساعة. وكنت أتمنى أن تكون قيادة المرأة للسيارة في بلادي قد حسمت، لتمكن بعض الأكاديميات والعاملات وحتى الطالبات الراغبات من قيادة سيارتهن من بيتها إلى الجامعة، أو حتى داخل الحرم الجامعي الكبير فقط، في أول تجربة تمكن المرأة من القيادة بحرية. ولعلها تكون الخطوة نحو تنظيم طال انتظاره.
لم يتسنَ لي زيارة الجامعة، ولا أعرف إن كان سيتاح للإعلاميين من الرجال وغيرهم زيارة الحرم النسائي، لكن قناة العربية سبق وأن عرضت تقارير تفصيلية عن المدينة الجامعية الأضخم، جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، حيث قدمت الزميلة فاطمة الضاوي، تفاصيل بالكاميرا لتجهيزات حديثة لمنارة معرفية مهمة الرمز والقيمة لحلم الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يتجسد، لأكبر مدينة جامعية نسائية في العالم، قد تستوعب 60.000 طالبة.
وتضم مكتبة مركزية آلية يقدر أن تحوى خمسة ملايين كتاب. وستحتاج لبعض الوقت لإضافة المراجع، لكن مهم التحرر في اختيار محتواها ليضم أولوية للكتب العلمية والثقافية وربطها إلكترونياً بمكتبات حول العالم.
ثم تنقلنا آخر التقارير إلى الحي السكني للجامعة والمرافق الترفيهية حيث تشمل وحدات سكنية لأعضاء هيئة التدريس وسكن كبير للطالبات, والملفت والمقدر أن يضم وحدات لذوات الاحتياجات الخاصة.
الجانب الرياضي، وضع في الاهتمام أخيراً، وسيشهد حضوراً مستحقاً لأول مرة، حيث استاد رياضي يتسع لـ 6000 متفرجة، والأمل أن يسهم في تفعيل الأنشطة الرياضية النسائية وتعميمها وفتح مجال لسباقاتها.
بيئة خاصة وفريدة، تقدم لتنمية جديدة للفتاة السعودية في بيئة قد تتوافق وخصوصية ظرفها الحالي، ويبقى السؤال للمستقبل، كما طرحته زميلتنا، هل الفرص ستكون جاهزة بعد خمس سنوات لاستيعاب أول دفعة تقدمها لسوق العمل؟!.
إلى لقاء..