مدخل:
مكّـتي لا جـلالٌ على الأرض
يــداني جـلالَهـا أو يفــوقُ
ما تبالينَ بالرشاقةِ والسحر
فمعـناكِ ســاحرٌ ورشــيقُ
لا شك أن الأمثال الشعبية تعتبر من أكثر الأشكال التّعبيريّة الشّعبيّة انتشاراً وشيوعاً، ولا تخلو منها أيّة ثقافة، إذ نجدها تعكس مشاعر الشّعوب على اختلاف طبقاتها وانتماءاتها، وتجسّد أفكارها وتصوّراتها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها ومعظم مظاهر حياتها، في صورةٍ حيّة وفي دلالةٍ إنسانيّةٍ شاملة، فهي تعتبر عصارة حكمة الشّعوب وذاكرتها. وتتّسم الأمثال الشعبية بسرعة انتشارها وتداولها من جيلٍ إلى جيل، وانتقالها من لغةٍ إلى أخرى عبر الأزمنة والأمكنة، بالإضافة إلى إيجاز نصّها وجمال لفظها وكثافة معانيها. ولقد حظيت الأمثال الشّعبيّة بعنايةٍ خاصّة وذلك نظراً للأهمّية التّي يكتسبها المثل في الثقافة. ولكن تختلف صيغـة ومعنى وهدف المثل الشعبي أحياناً من قطر إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، وفقاً لاختلاف البيئات، والتقاليد، والعادات والمعتقدات، واللغات، بل والأزمان.
بعد هذه المقدمة المختصرة ما أحببت التنويه عنه هو أنه يجب علينا كمسلمين أن ننتبه إلى بعض الأمثال التي يروّج لها بحسن نية وهي تحمل أبعاداً عقائدية لبعض الشعوب، وعلى سبيل المثل لا الحصر المثل الذي يقول: (كل الطرق تؤدي إلى روما) وهو مثل روماني قديم، ويقال والذمة على الراوي إن الرومانية أرادت أن تبني دولة قوية وتترأس زعامتها فقامت بفتح البلاد المجاورة لها وحينما واجهتها صعوبة المواصلات ووعورة الطريق عمدت إلى ربط كل مدينة تفتحها بطريق مرصوف يصل في نهايته إلى روما لكي تبقي هذه المدن المفتوحة تحت سيطرتها، فأصبح كل طريق يصل في نهايته إلى روما، فقيل كل الطرق تؤدي إلى روما وهذا قبل أن تصبح روما عاصمة الإمبراطورية وروما هذه هي الآن عاصمة إيطاليا، وهذا التعليل ظاهرياً طبعاً ولكن الهدف هو عقائدي بحت.
.. ولكن نحن كأبناء عقيدة التوحيد يجب بل المفروض علينا كمسلمين أن نقول: (كل الطرق تؤدي إلى مكة المكرمة) لما لمكة من مكانة عظيمة في نفوسنا وأن نحذر من الترويج لمثل هذه الأمثال التي لها أبعاد عقائدية.
خروج:
سجدت عندهُ المعاني فما
ثمَّ جليلٌ سواهُ أو مرموقُ
ومشى الخلدُ في رحابِكِ مختالاً
يمدُّ الجديدُ منهُ العتيقُ
trmkfn@hotmail.com