كانت حلقة من أجمل حلقات برنامج (البيان التالي) على قناة دليل الفضائية والضيف الجميل الزميل الدكتور حمزة السالم ومحاوره الزميل الدكتور عبدالعزيز قاسم، حلقة استثنائية تناولت قضية فرض زكاة على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني، وكانت مداخلات لا تقل أهمية من قبل الأمير المواطن الصادق خالد بن طلال، هذا الرجل الذي يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، والأكثر جمالاً في سموه أنه يدعم ما يقوله على الفضائيات بالحديث المباشر مع العلماء والأمراء ولاة الأمر، بل ومع الملك متى ما استدعى الأمر ذلك، كما قال ذلك سموه في جلسة معه. وتأتي مداخلة في غاية الأهمية من رجل يعني بالعقار مباشرة وهو الأستاذ قاسم القاسم، هذا الرجل الذي بح صوته من الألم الذي يستشعره تجاه الصمت من الجهات المسؤولة تجاه هذه الأراضي وعدم تطبيق الزكاة السنوية عليها بصفتها عروض تجارة.
ملايين الأمتار بقيمة تعد بمليارات الريالات تبقى سنوات وسنوات من دوان أخذ زكاة عليها، وشعار أصحابها (عمارها الهواء والشمس) لتزداد الأسعار يوماً بعد يوم ويزداد الفقير فقراً والغني بطاراً، ونحن في جدال فقهي غير مقنع البتة، على الرغم من وجود الرأي الذي يوجب أخذ الزكاة، ولكن يبدو في الأمر سراً كما قال الأخ قاسم القاسم، وهذا السر كشفه بقوله إن فرض الزكاة يستدعي التسجيل العيني للعقارات على مستوى الوطن، وهذا سيكشف ملايين الأمتار العائدة لعدد محدود من الناس.
مجلس الشورى قال كلمته الحق في هذا الموضوع ولكنها لم تعجب هؤلاء العقاريين فبدؤوا يسنون سهامهم ضد كل من يجرؤ ويقول بهذا الكلام (ألا قاتل الله الجشع).
مئات الملايين من الأمتار داخل المدن يزداد سعرها كل يوم ويزداد طمع ملاكها كل ساعة وينزع الله الرحمة من قلوبهم لتزداد سواداً بهذا الران الآتي من مرض الطمع الخبيث.
في ظل هذا الجدل الشرعي والقانوني الذي يخدم التاجر ويظلم المواطن بات من الضرورة سماع رأي هيئة كبار العلماء، وليكن رأياً صريحاً واضحاً تراعى فيه كل الجوانب وينظر إلى مصلحة المواطن العادي لا المواطن المتربص بكل المواطنين.
نحن في هذه البلاد تعودنا على سماع رأي العلماء واحترامه والقناعة بما يقولون، لهذا فمن الضرورة بمكان أن يكون رأيهم سريعاً في مثل هذه القضايا الجدلية لحسم الأمر وإعطاء كل ذي حق حقه، فالمواطن يرى أنه مظلوم من قبل هؤلاء العقاريين الذين لا ينظرون لمصلحة المواطن ولا لمصلحة الوطن، إنما جل همهم مصالحهم الشخصية.
لا أريد أن أزيد وأكشف عيوب هذا القطاع، فهدفي من هذه المقالة فقط قضية فرض زكاة على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، لكون الزكاة حقاً مكتسباً.
والله المستعان.
almajd858@hotmail.com