اطلعت على الخبرين غير الجديدين علينا وذلك في العدد 14143، فالأول جاء فيه (السكر والزيوت ترتفع 4 ريالات وتوقعات باستمرار الزيادة)، والثاني (تفاوت في أسعار المواد الغذائية بين متاجر نجران).
نعم لا جديد فكل المناطق تشتكي، وكل المحافظات تئن، وكل المراكز تتوجع، إن الأمر لم يتوقف على أسعار المواد الغذائية فقط أو تفاوت الأسعار من متجر لآخر بل إن المشكلة قد طالت العقار والسيارات ومواد البناء وتكلفة البناء وجميع المواد الاستهلاكية، فالمسألة أصبحت لا تحتمل ولا زالت وزارة التجارة تقف موقف المتفرج فلا غرامات ولا تشهير فأقصى حدودها عبارة (مطعم ومتجر مشهور)!!
فالأمر أصبح على المزاج فمن يريد أن يرفع فليرفع فلا رقيب ولا حسيب وإليكم بعض الأمثلة التي فعلاً تدل على أن وزارة التجارة وقفت موقف المتفرج.
- رجل أعمال لديه مئات الأطنان من الدجاج وارتفع السعر في بلد ما ورفع الكميات الكبيرة في مستودعاته دون أدنى إحساس بالوطنية متقمصاً شخصية الشخص الاستغلالي لوطنه، غير المبالي بسوء فعلته، لأن الكميات الكبيرة لديه تكفي البلاد لفترة قد ينخفض السعر هناك وكأن شيئا لم يكن.
- رجال أعمال رفعوا أسعار الأرز منذ سنوات بحجة وجود فيضانات في بلد المنشأ ومرت السنين وانتهت الفيضانات لديهم، ولكنها لم تنتهِ لدى تجارنا بعد، والسعر على ارتفاعه.
- رجال أعمال يجتمعون ويتفقون على تثبيت سعر مشتقات الألبان ووزارة التجارة تعلم، ولا تحرك ساكناً لأن هذه الاجتماعات ممنوعة دولياً.
- رجال عقار يشترون المنح والأراضي المحيطة بالمدن ويتحكمون بالسعر حتى أصبحت أسعارها كأنها بجوار الحرم المكي.
- رجال مقاولات جعلو سعر بناء المساكن يختلف من مدينة لأخرى فمحافظة تحيطها محافظات هي بسعر يتجاوز 150 ريال للمتر وجيرانها 80 ريال للمتر، فعلاً لا حسيب ولا رقيب.
- رجال أعمال جعلوا من الشعير كأنه ذهب أو فضة لم يبق إلا أن يوضع في البورصة، يتلاعبون بسعره رغم أنه مدعوم حكومياً.
- مطاعم متجاورة ترفع سعر البيتزا بحجة ارتفاع أسعار الدجاج، وفطائر اللبنة بحجة ارتفاع الأجبان، وجيرانهم أسعارهم كما هي، ألم أقل من أمن العقوبة أساء الأدب.
- محتكرو استيراد السيارات يرفعون السعر كيفما شاءوا، ويحاولون منع الاستيراد، وسوء الخدمات ما بعد البيع، والمواطن المستهدف الوحيد.
- يرتفع سعر برميل النفط لديهم فيرفعون سعر الوقود والمواد الاستهلاكية ومن ثم ينخفض فيخفضونها، ولدينا ترتفع ولا تنخفض حتى وإن انخفضت عالمياً.
- عندما ترتفع السلع يتم الرفع مباشرة وعندما تنخفض يرددون عبارة (اشترينا غالي) حتى ينسى الناس ويستمر السعر عالياً.
- بئر ماء يرفع صاحبه السعر للرد الواحد من 10 إلى 30 ريال والعذر (كل شيء طاااار).
ماذا تريدون من المواطنين، لماذا تستفيدون وحدكم من المكرمات والزيادات، هذا جزاء حكومة لا تفرض ضرائب، أم هذا جزاء عدم التشهير بكم، أم ماذا؟، إنها حقاً مسألة تصيبك بالدهشة والاستغراب معاً، فهل جزاء الإحسان الإساءة!
أتمنى كما يتمنى الملايين من مواطني هذا البلد حفظه الله أن يتم ردعهم بالفعل لا بالقول، فلن يصلح الحال إلا عندما يعلم المتلاعبين بالأسعار أن العقوبة تنتظرهم والحساب العسير سيستقبله، فهم قد وضعوا قاعدة (من أمن العقوبة أساء الأدب) شعار لهم، لا بارك الله في مال جمع من غش وكذب واستغلال لمواطن بالكاد يجد مصروف يومه.
خالد سليمان العطا الله - الزلفي