(هذا ما أقوله ولا أزال أقوله إذا لم يكن نشاطنا الفكري مساوياً للنشاط الأمني فإن التضليل سيبقى موجوداً في الأذهان وسيساء فهم العقيدة الإسلامية وفهم الإسلام وستبقى الفرصة للإساءة والتشويه للإسلام كما يصدر من هؤلاء فلابد أن يصدر من أهل العلم من مشايخ وعلماء ومفكرين ما يدحض هذا الأمر ويبين الإسلام على حقيقته وهذا دور «الأمن الفكري»).
الأمير نايف بن عبدالعزيز
وهنا تذكرت حديثا لنائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان لعدد من الشباب قال فيه: «إن تحقيق التوازن الفكري يتطلب التعرف على كل المظاهر غير المقبولة للمجتمع، والأمن الفكري عملية لا يمكن تحسسها في جهة ما من الثقافة ومن ثم معالجتها، بل هو تكوين فكري يمكن رؤيته في كل أركان الثقافة ولعل أبرز المواقع التي يمكن البدء منها لتحقيق الأمن الفكري هي مؤسسات التربية والتعليم». وهنا يتفق التربويون وغيرهم ممن يعنيهم هذا المصطلح تحديداً مع رؤية مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، تجاه مصطلح «الأمن الفكري» والذي يعتبره المراقبون للمشهد التربوي في بلادنا من أهم الموضوعات الحساسة جداً في حياة شبابنا، لذا لابد -في نظري- من التكامل والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لحماية الوطن من الأفكار المتطرفة والهدامة، خاصة ونحن مقبلون على الإجازة الصيفية والتي يكثر فيها الفراغ، والتعامل المفتوح مع كافة القنوات التواصلية. ومن المعروف أن وزارة التربية والتعليم لم تغفل هذا الأمر، بل أطلقت برنامج الأندية الصيفية عبر كافة إدارات التربية والتعليم بمناطق ومحافظات المملكة، ولكن لعل القائمين على تلك الأندية الصيفية يتجاوزون «التقليدية» في برامجهم الموجه للشباب، ويركزوا على معالجة موضوع «الأمن الفكري» من خلال دورات تدريبية يقدمها عدد من المختصين في مجال التدريب الطلابي، ممن يحمل بعداً تربوياً في قضايا الشباب، لأن مثل هذه الدورات التدريبية تمنح المشارك فيها بعداً علاجياً ووقائياً أعمق مما تقدمه له المحاضرة أو الندوة أو اللقاء المعتمد على الوعظ المباشر، وأنا أعرف أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لديه قاعدة معلومات للمدربين السعوديين الذين حصلوا على دورات متخصصة في مجال «المدرب المعتمد» وهم يعملون في مدارس وزارة التربية والتعليم، فلماذا لا يبادر القائمون على الأندية الصيفية بتفعيل الشراكة مع المركز والإفادة من مدربي المركز الذين يلتزمون بمنهجيته في الاعتدال والوسطية في التعامل مع قضايا الشباب، إنها دعوة للتواصل والاتصال بين العاملين في الأندية الصيفية والقائمين على المركز لمعالجة هذا التحدي الكبير.
أخيراً..
إنها دعوة للقائمين على الأندية الصيفية لنقل رسالة أهل العلم والفقه من علمائنا المعتبرين ذوي المنهج المعتدل إلى أبنائنا الشباب في تلك الأندية الصيفية، تطبيقاً لتوجيهات الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي سبق وأن دعا أولئك العلماء والدعاة والمفكرين السعوديين إلى قول ما يدحض شبهات الفكر، وبهذا تعتبر «الأندية الصيفية» الناقل الرسمي لتوجهات المؤسسة السياسية والدينية والتي تتصف بـ»الاعتدال السعودي»، لنمنح أبناءنا وبناتنا شيئاً من التوازن الفكري تجاه قضايا الساعة، خاصة وأن المنطقة تعيش هذه الأيام تقلبات فكرية يشهد بها الشارع العربي.
sahem20@hotmail.com