جاءت الانتخابات في الأندية الأدبية استجابة لرغبة الكثير من المثقفين السعوديين وغير السعوديين، وربما اعتلى قائمة المطالبين الأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي. وبتأمل سريع وغير دقيق، واعتماداً على وكالة (يقولون)، نشهد توجهاً صادقاً لفرسان التيار الإسلامي لاعتلاء كرسي الرئاسة. وقد حدث هذا فعلاً في نادي مكة الأدبي. أما الأندية الأخرى فالمتقدمون من فرسان هذا التيار كُثُر يمثلون ثلة واحدة لا تقبل المقاومة.
هنا أتساءل، وحق لي: هل نحن على أعتاب صحوة جديدة تشبه صحوة الثمانينيات الميلادية؟ هل هناك اتفاق ثابت على هذا التقدم الأكيد؟ لستُ - والله - ضد أحد؛ فأنا أتساءل فقط، ثم كيف ستكون الأمسيات لاحقاً؟ هل تكتفي بالجانب الديني الوعظي والإرشادي؟ أم تمتد لتشمل الشعر والسرد والنثر بمختلف أنماط حضوره؟ وماذا عن الكتب التي سيطبعها النادي؟ أتكون كتب وعظ وإرشاد أم تشمل مختلف أنماط الثقافة؟ لا أفهم كيف سيكون الأمر ولا أستطيع تصور أشكال حلوله، لكننا سنبقى أمام احتمالين لا ثالث لهما: فإما أن تبقى الأمسيات الأدبية بجوار الدينية أو أن تختفي الأدبية تماماً ونبقى دوماً مع محاضرات وعظية، فإن كانت الأولى فأهلاً ومرحباً وهذا هدفنا جميعاً، وإن كانت الأخرى فأين يذهب معشر الشعراء والقاصين والناثرين؟ سؤال يبدو عسير الإجابة لعدم وضوح المنهج المتبع. أسأل الله التوفيق والسداد والثبات على الحق وإن لم يرق لبعض المتابعين والساعين.