لم تذهب توقعاتي سدى وأنا اكتب عن مدارات نقدية للأستاذة الشاعرة أمل القثامي الذي اتسم نقدها بالمرونة والتميز والنضج الأدبي، بل قلت وقتها إنها سوف تفاجئنا في يوم من الأيام بشيء يثير فينا الدهشة والطموح حتى جاءت البشائر من أم القرى تزف لنا هذا الخبر السار بفوزها بعضوية نادي مكة الأدبي باعتبارها أول امرأة سعودية تفوز بعضوية مجلس إدارة نادي أدبي على مستوى المملكة..
.. ويمثل فوزها نجاحا لكل امرأة سعودية طموحة ما زال العرف يقف بوجهها بكل قسوة وعناد، على الرغم من محاولاتها الجادة للخروج من هذا القمقم لتتبوأ المكانة التي حرمت منها زمنا، ولتسهم في خدمة هذا الوطن بعيدا عن كل هذا الإقصاء والتهميش والتسلط الذكوري الذي لا يرى فيها سوى جسدا للمتعة .
إن هذا الحدث يفتح الباب أما نساء بلادي من أجل خوض هذه التجارب في مواقع مختلفة للمساهمة في تنمية هذه البلاد وتقدمها عبر المشاركة الفعلية فقد دأبت قيادتنا الرشيدة على السعي لإعطاء المرأة فرص عديدة للمساهمة في البناء والتعمير فهي لا تقل قدرة وكفاءات وإرادة عن بنات جنسها في دول العالم الأخرى، وهنا يفرض السؤال نفسه فرضا.
لماذا لا تعطى هذه الإنسانة فرصتها في خوض مثل هذه التجارب كالترشيح للمجالس البلدية مثلاً؟ حتى نرى قدرتهن على تحمل مثل هذه المسؤوليات بدلا من هذا الخوف المسكون بهاجس الشك والريبة التي لم تؤدِ بنا لسوى الانغلاق على الذات، فبلادي تزخر بنساء قادرات على العطاء دون حدود فهن لا يحتجن لسور رفع هذه المعانات التي أوجدها العرف فجعل معظمهن مسلوبي الإرادة.
إطلالتك يا أمل عبر هذه النافدة الأدبية كعضوة إدارية يعطي بنات جنسك أملا جديداً لتحقيق ما تصبو لهن من أمنيات على امتداد هذا الوطن السعودي المحفوظ برعاية الله ثم ولاة أمره الأخيار الذي يحتضن كفاءات وقدرات أثبتت جدارتها ووضعت بصماتها على المستوى الدولي فما بالك على المستوى الوطني الذي يجب أن يقف إلى جانب المرأة ويدعمها بكل الوسائل المتاحة، فلا مجال للتردد في زمان المعرفة فالعطاء ليس مقصورا على ذكر أو أنثى بل هو مسؤولية الجميع منذ أن أوجد الله الإنسان على هذه الأرض وأوكل له أعمارها.
وفي خطوة غير مسبوقة أيضاً تقدم لنا مدينة حائل العريقة صورة مشرقة وإيجابية في تعاملها مع المرأة عبر ناديها الأدبي الذي كسب موقع السبق حتى الآن بترشيحه أربع نساء كعضوات في مجلس إدارته الجديدة الذي نتمنى أن تحذو بقية مناطق المملكة حذو هذه المنطقة المعروفة بطيبة أهلها ووعيهم عبر هذا الإنجاز الجميل حقا، والله الموفق.