الشجرة اليتيمة في الصحراء اليباب تطل على الأرض واقفة للريح..
أوراقها خضراء وإن مسح الشحوب سحنتها..
وعند نزول الظلام تلتف بعباءته لحمة في أديمه..
وفي النهار وحدها علامة في الاتجاه..
كلما انتشرت الريح..
اختفت بيوت الصغار من الرمل والاء..
واندست بين ذراته أحلامهم..
حجرات جلوسهم, وأروقة ملاعبهم..
ومداخل استراحتهم.. ومخازن لعبهم..
أديم منثور تستجديه عيونهم..
الشجرة اليتيمة الشاهد في المكان..
الريح تمضي, والنظرات تتلاشى, والأنفاس تضيع..
حتى الأصوات تمضي بعيداً مع امتداد الطريق..
وحدها الشجرة كلما ودعها الليل..
ابتسمت للشمس والرمل والمارين..
كلما صُب الماءُ..
ابتلعته الرمال..
الريح لا تحمله, ولا تنثره..
نهر أحلامهم الصغار يتبخر
والشمس تحدثهم أنها خطفت عنهم الندى
لكن الريح فقط من يعبر بالماء لا يقواه..
الشجرة اليتيمة تستلهمه فيندس في عروقها..
وحدها الشجرة كلما احتفت بالماء تبسمت خضرة ورواء.