يبدو أن «أمانة جدة» مُصِرّة هذا العام أن تكون «أمانة غير في جدة غير» وفي صيف غير أيضاً!!
فلم يمض أسبوعان على إطلاق «حملتها» الشهيرة والمستمرة «لإسقاط الفئران بالمنطقة التاريخية» باستخدام «أنجع» الأساليب وأبسطها بحث «القناصة» على «صيد الفئران» أو «شد الجرذان» على رأي القذافي «بيت بيت.. وزنقه زنقه» بكل الطرق، حيث يجب القبض على»الفأر» المخالف «متلبساً» أثناء مروره بالمنطقة التاريخية للحصول على الريالات والمكافآت، فلم تمض «أيام» على ذلك إلا وأتحفتنا بنصيحة وحملة جديدة!!
فقد أطلقت حملة أخرى للحدّ من بيع «السمك الفاسد» الذي لا أعرف كيف سمح بتسويقه وعرضه، حيث أتلفت «مئات الكيلوغرامات» منه، عبر نصح «المستهلكين» بضرورة «شّم رائحة السمك» للتأكد من صلاحيته قبل الشراء!!.
يعني «الجود من الموجود».. وما رفع شعار «خشّمك دليلك» إلا حرص على «أهمية» مراقبة الأسواق وسلامة «المستهلك» الذي يجب عليه ونحن في «منتصف العام 2011م» القبض بنفسه على الفئران وشمّ رائحة الأسماك!!.
الجماعة ما قصروا أبد.. واللي عليهم «سووه».. و»اليد الواحدة» ما تصفق!! فلابد من التكاتف والتعاون للقضاء على هذه الظواهر الغريبة، والقادم أجمل لسكان العروس!!.
فمن يدري عن النصيحة أو الحملة الثالثة ما تكون؟! وكما يقول المثل «الثالثة ثابتة»!! وطالما أن القذافي سبقهم لسالفة «شد الجرذان» فأعتقد أنهم سيستفيدون من مقولته الشهيرة «اخرجوا افرحوا امرحوا..» بحكم مهرجانات الصيف طبعاً!!.
إن إشراك المواطن ضرورة في مراقبة و»رفع كفاءة وجودة» ما يعرض في أسواقنا فهو «عين رقيبة» ومكملة لدور البلديات ومراقبيها وموظفيها وليس بديلاً عنها!!.
على سبيل المثال إلزام «المطاعم والبوفيهات» بضرورة وضع ساتر من الزجاج الكاشف لما يتم إعداده وتحضيره بالداخل «خطوة رائعة» من البلديات يجب تشجيعها ودعمها.
أما القضاء على الفئران والقوارض ومراقبة صلاحية ما يعرض في الأسواق فهو من صميم عمل «موظفي البلديات» وعمالها ومراقبيها لا يجوز التنصل منه ولو بنصح الزبائن لاستخدام «أنوفهم» قبل الشراء فهذا يدل على القصور في المراقبة وليس في زيادة الاطمئنان!! ألا تملك الأمانة إمكانات بشرية ومادية وطرق ووسائل حديثة وعملية للقضاء على هذه المشاكل بدل دعوة المواطنين لمطاردة الفئران وشّم الأسماك؟!.
هناك تجارب عديد بسيطة وغير مكلفة وطرق وتقنيات متطورة اقترح أن نستفيد منها!!
في عام «الفأر» المقدس في الصين ابتكرت البلدية هناك طريقة بسيطة وجديدة للقضاء على الفئران وذلك بخلط الأسمنت مع الدقيق ليموت الفأر متيبساً بفضل لعابه!!.
فعدد سكان الصين أكثر من سكان جدة ولم يتم الاستعانة بهم لمطاردة الفئران في «الأزقة والزنقات»!! أيضاً ابتكرت غذاء يسبب العقم للفئران الذكور فلا تتكاثر في المناطق المستهدفة!!.
ولدى أمانة جدة طرق عديدة فقد جربت سابقاً «الغربان» للقضاء على الفئران على الشواطئ وسرعان ما تحولت الغربان لمشكلة أخرى.
إن ما نخشاه أن «تروق» فكرة «أمانة جدة» لبلديات وأمانات في مناطق أخرى وتبدأ في رفع يدها من المشاكل البلدية واليومية.. ودعوة المواطنين للمشاركة بطرق جديدة وعجيبة!!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،
fahd.jleid@mbc.net