لا أستطيع مقاومة مشهد «طفل صغير» يحمل «كيس بطاطس» جديد !!
أبدأ في «اللف والدوران» من أجل إقناعه بضرورة مساعدته في «فتح الكيس»، طبعا الهدف أن أشاركه «الأكل» ويمكن في بعض الأحيان « المسّكين» لا يتبقى له إلا حبات قليلة!!
لم أجر دراسة لمعرفة من «يُطبق» مثلي هذه «الحيلة» ولكن أتوقع أن النسبة ستكون مرتفعة!!
فنحن نستغل «احتياجات» الصغار لتحقيق أهدافنا نحن الكبار !!
وأكبر دليل هو أن معظم «الزوجات» يجعلن أطفالهن حجّه لهن للذهاب إلى السوق وأماكن الترفيه، بدعوى التنفيس عنهم واللعب في الملاهي، إضافة إلى الكثير من «الحجج» من أجل الطفل..!! خصوصاً إذا كان الزوج « معصلق شوي»، فتبدأ الزوجة في خلق «الحِيل» وإرسال الوفود والمبعوثين الخاصين من «الأطفال» لطلب الذهاب بهم... الخ.
والنتيجة أن الأم تذهب «للتّّسوق» أغلب الوقت والطفل مع «الخادمة»، ولا يحصل على حقه وكفايته من الاستمتاع باللعب !! على الرغم من أن الهدف من الخروج كان له !!
بل إننا نقف «عاجزين» أمام مشاهد «ضرب الأطفال» في الأماكن العامة والصراخ عليهم وتهديدهم بكلمة «أوريك وشغلك عندي « فضلاً عن « تبقيق العيون « وتعبيس الوجوه أثناء الحديث معهم !!
ولا يتجرأ أحد منا بتحريك ساكن !!
فمن يطالب بحقهم إذاً ؟!
للأسف لا أحد !!
هذه أبسط صور «انتهاك» حقوق الطفل لدينا والقائمة تطول حتى وصلنا لجرائم «الاغتصاب» الأخيرة التي هزت مجتمعنا !!
السؤال هنا: هل نحن بحاجة إلى إيجاد أو» تفعيل» دور جمعيات حقوق الطفل ؟! أم هل نحن «مقصرون» في فهم كيفية تطبيق اتفاقيات حماية الأطفال وحقوقهم من «الإساءة» ؟! هل من لديه درّزن أطفال يعرف حقوقهم الواجبة عليه ؟!
أعتقد أن في ديننا و»قيمّنا»، متى ما التزمنا بها حقاً، ما يُغني عن ألف «اتفاقية» لتًمّكن الطفل من حقوقه وتحفظها له، كيف لا و»نبينا الأكرم « - صلى الله عليه وسلم - أكثر الناس «رحمة» بالأطفال وهو القائل «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا»، فهو يسلم على الأطفال ونحن نتجاهلهم, وهو من تمسك الجارية بيده في أزقة المدينة لتخبره بحاجاتها ونحن لا نتحاور مع الطفل إلا بالعصا والجزرة!!
نحن بحاجة إلى فهم حقوق الطفل وفق رؤيتنا الدينية والاجتماعية، وهذا «لا يتعارض» بالطبع مع ضرورة الالتزام «باتفاقيات حقوق الطفل» وتفّعيلها من خلال جهات رقابية متخصصة، وان كانت المجتمعات التي «سنتها» أصلاً تعاني من «خرقها» فمؤسسة منع «الإساءة للطفل «في مدينة نيويورك تؤكد أن «92 في المائة» من الأسر الأمريكية «تسيء» معاملة أطفالها!!
ليتنا بقينا على» سرقة البطاطس «من أيدي الصغار.. ولم نسمع بجرائم «اغتصابهم» أو قتلهم بدافع الغيرة !!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net