عندما كان الأخضر في أوج مجده وتوهُّجه وحضوره إقليمياً وقارياً ودولياً.. كان (المشافيح) يملأون الفضاءات والمساحات الورقية والمنتديات ضجيجاً وتنظيراً، مطالبين بما هو أبعد من المتاح والممكن.. سواء على صعيد الحصاد والنتائج.. أو على صعيد الاحتياجات والأمور الفنية والتدريبية، وحتى الإدارية والعناصرية..؟!.
وعندما تراجعت المستويات والنتائج، وتلاشت الحظوظ، وتبدّلت الأحوال، وأصبح الأخضر في وضع لا يحسد عليه وبالتالي انحصار الحاجة فيمن ينقذ الموقف، ويعيد الأمور إلى نصابها.. أي إلى مستوى ما قبل (النكسة)، ومن ثم التفكير والتطلُّع إلى ما هو أبعد من ذلك على طريقة (أكل العنب حبة حبة).
إذ ليس من المنطق أن نتحدث عن القمة ونحن ما نزا ل نكابد مشقة تجاوز المنعطف الأصعب من السفح..؟!.
وفي ضوء ذلك كان لابد من التروّي في البحث عمن يلبي هذا المطلب الملح والأساسي بقدر الإمكان والمتاح وليس بحسب الأمنيات.
غير أنّ الوقت كان يمضي سريعاً، والاستحقاقات تدق الباب، وقلق العقلاء - لا المشافيح - يتزايد خشية من تداعيات عدم التوفيق في إيجاد الطاقم التدريبي المؤهّل للقيام بالمهمة.. لا سيما في ظل الضغوط المتزايدة بين من يخشون التداعيات، وبين من يطالبون بضرورة التعاقد مع طاقم عالمي (يملأ العين) والسلام.. وبين من يطالبون بضرورة الإسراع في ملء الفراغ بأي شكل وبأية طريقة.. دون النظر إلى الظروف المتعلّقة بقناعات المدربين المرشحة أسماؤهم للاستقطاب.. فضلاً عن ظروف ارتباطاتهم..؟!.
إلاّ أنه بمجرّد إعلان التعاقد مع المدرب الهولندي الشهير (ريكارد) حتى بادر (المشافيح) إلى تشريحه حد (الشرشحة) وصولاً إلى التنبؤ المسبق بفشله في مهمته..!!!.
ولم يشفع له - سجله المتميّز كلاعب وكمدرب لنيل القدر الذي يستحقه من ثقة هؤلاء وبالتالي جدارته بخوض التجربة، وكأنه يأتي للعمل هنا خلفاً لـ(مورينهو)؟!.
وإلاّ ما معنى التنافس على نبش ملف الرجل بحثاً عن أي هفوة ومن ثم نشرها سواء على شكل مقالات أو على شكل ريبورتاجات مصورة مصحوبة بما تيسّر من تعليقات.. والبحث في سيرته عن أية ملاحظات قد تخدش صورته في نظر هواة التنظير والأحكام الاستباقية حتى لو كانت مخالفة مرورية..؟!.
السؤال: كيف سيعمل الرجل في ظل هذا الطرح المليء بمفردات وصور التشاؤم والإحباط وزرع بذور نزع الثقة..؟!!.
لماذا لا ندعه يعمل في أجواء خالية من الأحكام المسبقة..؟!.
لماذا لا ندعه يأخذ فرصته بذات القدر والمساحة التي أتيحت لأسلافه من نمونة (بوسيرو) الذي مكث يعبث على مدى عامين..؟!.
مع أنّ الفارق بين (ريكارد) وبين (بوسيرو) هو ذاته الفارق بين الثرى والثريا.. على الأقل نحن عرفنا كما عرف العالم بأجمعه اللاعب العالمي المبدع (فرانك ريكارد)..؟!.
هؤلاء القوم (هدانا الله وإياهم) هم الذين عناهم المثل الشعبي الدارج الذي يقول: (لهم في كل عرس قرص).
ذلك أنه في حال تحققت تخرّصاتهم تقافزوا عبر وسائل الإعلام بكل خيلاء مفاخرين ومذكّرين بصواب رؤاهم.
وإن حدث العكس المتمثل بخيبة تخرّصاتهم.. انبروا للظهور أيضاً لا ليعتذروا، وإنما (للبربرة) والتبرير من خلال القول بأنّ دوافعهم تلك إنما كانت بداعي الغيرة على الأخضر.. وخذ من هذا (الحكي) المعلب..؟!!.
يعني لا مناص منهم ومن (بربرتهم) و (غثيثهم)..؟!!.
المعنى
شكواي لله بعض ربعي مطافيق
يستمطرون الشر من عقر داره
عند الترزز كل ابوهم مطاليق
أبشر بهم عند الحكي والهذاره