في كل الدول المتقدمة والنامية في الدول البعيدة والدول المجاورة تقوم وزارات ومؤسسات وهيئات وجمعيات رسمية وجمعيات تابعة للمجتمع المدني بالدفاع عن مصالح المواطن والمقيم المستهلكين للسلع الغذائية والمعيشية والإنشائية والإيوائية وغيرها، وهذه الجهات تدافع عن المستهلكين في وجه الجشع الذي هو عادة متأصلة لدى البائعين والتجار. والغرف التجارية والصناعية التي تدافع عن مصالح أعضائها من التجار يفترض بها أن تتولى الدفاع عن مصالح المواطنين والمقيمين بحكم مسؤوليتها عن مراقبة الأسواق وتطبيق الأنظمة، ولهذا فإن تغاضي وتقاعس وزارة التجارة عن القيام بدورها ومراجعة القرارات الفردية والمفاجئة التي تتخذها الشركات، وبالذات المنتجة للمواد الغذائية والإنشائية برفع أسعار منتجاتها في مواعيد محددة سلفاً مثلما فعلت إحدى شركات الألبان مستغلة قدوم شهر رمضان، ومثلما تفعل الشركات المنتجة للمواد الإنشائية باستغلال فتح مجالات التمويل لبناء المساكن، وكما يفعل جميع التجار باستغلال المنح الملكية وقرارات رفع الرواتب، يضر بالمواطن والمقيم.
هذه الفوضى في رفع أسعار المنتجات دون مبرر، ودون أن «تتعب» وزارة التجارة موظفيها لمراجعة هذه الشركات وبحث المبررات -إن وجدت- والتأكد من أحقية هذه الشركات في رفع الأسعار، وهذا التجاهل من قبل وزارة التجارة رغم التمادي الصارخ للشركات والتجار الذين يرفعون الأسعار وتحديهم لقرارات الدولة التي تسعى إلى التخفيف عن الأعباء المعيشية للمواطنين، ويأتي التجار فيعاكسوا هذه الجهود ويأخذوا ما تقدمه الدولة أو أكثر ومع هذا لا تتحرك وزارة التجارة التي تعد ممثلة الدولة في هذا الموضوع، وهذا التقصير يقابله حماس ودفاع مستميت من قبل الغرف التجارية والصناعية عن أعضائها، أما المواطن والمقيم المستهلك لهذا المنتج الخاضع لمزاجية الشركة المصنعة فترفع سعره دون إشعار للجهات الرسمية، فلا أحد يدافع عن مصالحه، سوى جهود بدأت تنشط أخيراً من جمعية حماية المستهلك وهذا ما دفع الكثيرين من الغيورين إلى المطالبة بمقاطعة منتجات الشركات التي ترفع أسعارها ومنها شركة الألبان التي تتباهى بأنها حققت 349.2 مليون ريال ومع هذا ترفع أسعار منتجاتها، وقد حملت مواقع الفيسبوك والتويتر دعوات لمقاطعة منتجات تلك الشركة ووجدت هذه الدعوات استجابة من المستهلكين، ونرجو أن تعوض حملات المقاطعة هذه تقاعس وزارة التجارة وتحد من جشع الشركات والتجار الذين يتاجرون بالمواد المعيشية استقبالاً لشهر رمضان المبارك.
jaser@al-jazirah.com.sa