عندما نتحدث عن الأبناء فإننا نتحدث عن فلذات أكبادنا، عن مستقبل الشعوب لأنهم ركيزة هام في بناء الأوطان، لبنة صالحة في بناء الوطن وبناء الأبناء على قاعدة سليمة إنما هي بداية لبناء الإنسان كي يكون لبنة صالحة في بناء الوطن، ولا تتقدم الأوطان ألا يتقدم أبناؤها، فالشعوب المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا عن طريق أبنائها ودور الأمهات في بناء الأطفال لبناء جسم فحسب بل بناء فكر وعقل وكيان كامل، فبناء الطفل بناء سليماً من أهم ركائز التنشئة الاجتماعية الصالة المتوازنة، ولكي نحقق هذه التنشئة السليمة يجب أن نراعي الطرق والأساسيات ومنها خلق ضمير إسلامي حي ونفس صادقة تراعى الفروقات ما بين ما هو حلال وما هو حرام وتوجيه غرائزة البدائية إلى نبذ الأحقاد وتعليمه الرحمة والمحبة والتعاون مع الآخرين.. ولا نغفل بناء العقل والذهن لكي يوسع مداركه وتفكيره وجعله يحسن التأمل في الأشياء وخاصة المخلوقات الكونية وأن يصخر عقله إلى الابتكار ما يفيد. وابداء الرأي وملاحظة الأشياء والظواهر بدقة بعد ذلك نتيجة إلى البناء البدني أو الجسمي، فديننا الحنيف أوصي بالصحة والقوة البدنية خال من العاهات والأمراض وتوطين فيهم حب الرياضة بمختلف أنواعها.. وهنالك بعض القواعد الضرورية لبناء الطفل طفل المستقبل.
1- عدم تجريح طفلك أمام الآخرين وزرع فيه الثقة.
2 - عدم وضع الخدم مسؤولين عن تربية الأطفال لما في ذلك من خطورة على تنشئة الطفل وقد يقتبس أو يعلم على امور تضر بانتمائه للوطن.. يقول أحد الفقهاء (أدب ولدك يكون لك بدل الخادم خادمان).. التربية الصحيحة تسير الطفل إلى طاعة والديه.. محب لأسرته واثقاً من نفسه فتربية الخدم تعكس مقومات التربية وجعلهم يتوجهون إلى منحنى خطير يقتبس الطفل منها عادات وتقاليد شعوب الخادمات وقد يزرعون فيهم كره الوطن والاتجاه إلى الفساد.
3 - احترام مشاعر الطفل والنزول إلى مستواه الطفولي في تفكيره والوصول به إلى أعلى الأماكن في التربية يقول عليه الصلاة والسلام (من كان له صبي فيتصبا له) ولقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام مثلاً يجب أن يتبع ويقتدي به في تربية الأطفال على المنهج الصحيح.. فقد كان عليه الصلاة والسلام يداعب الحسن والحسين وكان إذا سجد يركبان فوقه ظهره بأبي هو وأمي.. يقول عليه الصلاة والسلام: (رحم الله والدين أعانا ابنهما على برهما) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وقد أرشدنا رسولنا الكريم في كيفية زرع الثقة في نفوس الأبناء.. فقد جاء رجل إلى الرسول فقال: إني أجد قساوة في قلبي وجمودا في عيني فماذا عساي أن أفعل.. فقال له رسولنا الكريم (ابحث عن طفل يتيم وامسح على رأسه واعطف عليه وأدخل السرور في قلبه) ترى من أنك شفيت قساوة القلب وجمود الأعين.
4 - العنف الأسري وماله من أثر سيء في الأسرة وخاصة الأطفال وتعنيفهم مما يسبب تفكك أسري ونزع الثقة من أطفالنا ومستقبلهم.
- أبها