نحن سعداء كل السعادة بقيام مؤسسات اجتماعية بسواعد وطنية صادقة مخلصة، تساند مؤسسات الأجهزة الحكومية وتحمل على عاتقها جزءاً من مسؤولية التنمية الشاملة. (مركز سعداء بالمجمعة) أنموذج من نماذج متعددة في أرجاء مملكتنا الغالية، بدأت هذه المراكز تثبت قدمها بالميدان، وتستشعر قياداته المسؤولية الوطنية، والاجتماعية، والإنسانية، والثقافية. ليس هذا المركز هو النواة الأولى للمؤسسات الاجتماعية الفاعلة في (المملكة العربية السعودية) لكن قد يكون له فضل السبق في تطوع قياداته، واحتضانه للجنسين، ذكورا وإناثا، واستثماره لطاقاتهم وقدراتهم، بل وفي تنوع خدماته وامتدادها.
نحن سعداء كل السعادة حينما يؤمن الرجل في هذا العصر بدور المرأة كشريك أساسي في إدارة شوؤن الحياة العامة بكل محاورها، وحينما تنطلق المرأة مؤمنة بقدراتها، واثقة من خطواتها، معتزة بقيمها، وتقاليدها، ومبادئها، لا تحدها حدود، ولا تعيقها قيود، من هنا تبدأ التحولات الكبيرة في المجتمع الصغير، في سباق مع الزمن، ليجد الإنسان نفسه، وقد وضع ميسمه، أو بصمته في مكونات مجتمعه، هنا يكمن الفخر بالمنجز، وهنا موطن الاعتزاز بالمكتسب، للكبير والصغير.
مشكلات اجتماعية كبيرة، ومتشابكة، ومعقدة، بل وغامضة كل الغموض أحيانا، يقتحم أسوارها هذا المركز من خلال الدورات والورش، والندوات والمحاضرات ذات الطابع الاستشاري التي تحمل طابعا توجيهيا وتطويريا كذلك.
من غير دعاية أو إعلان، أو تسويق تتبارى فئات المجتمع عن وعي كامل، كي تنهل من معين هذه المراكز العملاقة حين رأوا ثمارها، وقطفوا من أطايب جناها، على يد العديد من المختصين من أبناء هذا البلد، في الدراسات النفسية، والاجتماعية والاقتصادية والتربوية.
مؤسسات حكومية كثيرة، تعليمية، وصحية، وخدمية، وتجارية لمست صدق التوجه، وسمو الهدف، وسلامة المقصد لمثل تلك المنشآت فاختارت منابرها، لتكون عونا لها في أداء رسالتها، وبلوغ أهدافها، فكانت النتيجة أن خاضت هذه المؤسسات تجارب عديدة وثرية، في الحوار، وفي تنمية مهارات الاتصال، وفي تطوير الذات، وفي بناء القدرات، بل وحمل هم الاستثمار والتدريب عليه، لتجد الفتاة والفتى مبتغاهما فيما يطرح ويناقش عبر دوائره المختلفة، وعلى طاولاته المستديرة.
لن أقلل من دور (وزارة الشؤون الاجتماعية) فهي الحاضنة والداعمة لهذه المراكز بتوجيه ودعم من القيادة الرشيدة، لكني ألفت انتباه رجال الأعمال المخلصين إلى البحث والتفكير في إيجاد روافد داعمة ومستمرة لمثل هذه المؤسسات ذات الصبغة التطوعية، وأهمس في الوقت ذاته في أذن كل مواطن ومواطنة، وشاب وشابة بالمبادرة والتواصل مع هذه المؤسسات، وكسر الحواجز إن وجدت فالنتائج الملموسة، والآثار الإيجابية لها لن يحيط بها كاتب في سطور محدودة، ولن يفيها حقها، مهما كانت لفتاته.
dr_alawees@hotmail.com