الجزيرة - فهد الشويعر :

بعد نحو عام من عرض برنامج المسابقات (دقت ساعتك) الذي صورت حلقاته لاحت مرة أخرى بوادر أزمة جديدة لهذا البرنامج الذي سبق أن طرحنا مشكلة مماثلة له هنا، حيث اليوم يلعب بطولة الأزمة التلفزيون السعودي والمشتركون.

وبدأت المشكلة بعد أن انتهى تصوير البرنامج وطلب الفائزون جوائزهم المالية لكن الشركة المنتجة للبرنامج حددت لهم موعد صرف الجوائز، بعد شهر من نهاية رمضان (شوال)، لكن شيئاً من هذا لم يحصل، وحاول الفائزون التواصل مع التلفزيون السعودي خلال الفترة الماضي رغبة في الحصول على (جوائزهم) التي بلغت مليون وخمسمائة ألف ريال.

هذه الأزمة ورغم مرور مدة طويلة لم تجعل بعضاً من المتسابقين يملّون من المطالبة بما قالوا إنها (حقوقهم)، وبعد أن نفذت كل حلول مطالباتهم وطرقهم لكافة الأبواب الممكنة من خلال القنوات الرسمية لوزارة الثقافة والإعلام اتجه بعضهم لـ (الجزيرة) لطرح ما يرون بأنها معاناة تجشموها خلال الفترة الماضية، فيما تصدى سلطان النفيسة وتركي العتيبي لهذه المطالبات.

اتبع النفيسة والعتيبي (حسبما قالا) الطرق القانونية للمطالبة بحقهما وحقوق زملائهما، في استلام مبالغ جوائزهم وصرفها أسوة بجميع برامج المسابقات الأخرى التي يتم صرف جوائزهم بعد وقت قصير من انتهاء البرنامج، وتقدم النفيسة بخطاب لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بيّن له فيه مشكلتهم بعدم استلام مستحقاتهم منذ عام، وأحال الوزير المعاملة (بحسب ما ذكر النفيسة) المعاملة إلى الدكتور محمد باريان مدير القناة الأولى، وحاول النفيسة والعتيبي التواصل مع باريان إلا أن محاولاتهما باءت بالفشل لعدم إجابة باريان على اتصالاتهما وانشغالاته المستمرة في اجتماعات.

ومع كل ذلك فضّل المتسابقين تكرار رفع خطاب ثانٍ للوزير للبت في مطالبتهم نهائياً دون إحالة المعاملة لطريق مسدود لا يسمح بالتواصل معه.

الخطاب الثاني تحول مرة أخرى إلى باريان، وأمام ذلك الموقف الذي يرونه (سلبياً) أنشأ العتيبي والنفيسة صفحة على موقع (الفيس بوك) ليكشفا من خلالها معاناتهما في عدم استلام جوائزهم المادية من التلفزيون السعودي.

وبالصدفة تواصل (النفيسة والعتيبي) مع عبدالرحمن الهزاع المستشار والمشرف العام على التلفزيون عبر صفحته على الموقع (الفيس بوك) وشكيا له معاناتهما بهذه المطالبة.

وقال النفيسة في رسالته التي بعث بها للهزاع عبر صفحته الخاصة: (مساء الخير أستاذي .. أنا أحد المتسابقين في برنامج «دقت ساعتك» وحتى الآن لم يتم صرف الجائزة وأرسلت خطابين لمعالي الوزير بهذا الخصوص وجاء الرد بأنه سيتم الصرف قريباً .. فهل هناك موعد محدد للصرف أم أن الموعد غير محدد .. شاكرا سعة صدرك لقراءة الرسالة)، وجاء رد الهزاع: ( ليس هناك موعد محدد لأن هناك إشكالية مع الشركة المنتجة ونأمل إن شاء الله أن تنتهي من الموضوع قريباً .. ولك الشكر).

نَفَس العتيبي والنفيسة كان هذه المرة طويلا في نثر همومهما حول هذا الموضوع عبر صفحة خاصة للمطالبة بحقهما مع استمرار المحاولة في الاتصال بالدكتور باريان كون خطابات الوزير وجهت له ومع مرور الوقت حظينا بردّ من باريان الذي حدد لهما موعداً للقائه، وخلال اللقاء الذي بدأه باريان بـ (استلمتونا على الفيس بوك) وكانت إجابة النفيسة والعتيبي: أن هذا الإجراء كان بعد استنفاذ كافة الطرق للتواصل مع المسئولين، وخلال اللقاء الذي وصفه الفائزين بالجميل، ورحابة صدر باريان لهما وأكد خلالها أن هنالك مشكلة بين التلفزيون والشركة المنتجة للبرنامج (دقت ساعتك) وهي المتكفلة بصرف جوائز المتسابقين، فيما كشف باريان أن العقد المبرم بيننا وبين الشركة يحمل إشكاليات كثيرة وبه ثغرات كبيرة، لكننا اتفقنا بشكل (شفهي) مع الشركة بعد اجتماعات مكثفة مع وزير الثقافة والإعلام على أن يتكفل التلفزيون بصرف مستحقات الفائزين وبعد تحويل الخطاب إلى المدير المالي الذي رفض بدوره صرف أي من هذه الجوائز كون العقد الذي أمامه هو المستند الرسمي الذي يمكن أن يعتمد عليه (الحديث للمدير المالي بالوزارة لباريان)، وبغيره لا أستطيع أن أصرف أي مستحق.

وبعدها تحول ملف قضية المتسابقين إلى المدير المالي بوزارة الثقافة والإعلام وحمل هذا الملف العقد المبرم بين الوزارة و الشركة المنتجة وهو ما يرفض بناءً عليه المدير المالي مستحقات المتسابقين كون أن العقد ينص على أن الجوائز تصرفها الشركة المنتجة وليست الوزارة ولكن خطاباً آخر (مرفق مع ملف القضية) يحمل توقيع الوزير خوجة يفيد بأنه لا مانع من صرف مستحقات الفائزين في برنامج (دقت ساعتك) من قبل التلفزيون بعد الاتفاق مع الشركة المنتجة بشكل شفهي.

وبعد أن عادت القضية لباب مسدود جديد تحول النفيسة للاستعانة بديوان المظالم ورفع عن طريقه شكوى على وزارة الثقافة والإعلام للمطالبة بحقوقه ولا زالت القضية في ديوان المظالم ولم يصدر فيها أي حكم حتى الاستماع للطرفين والبحث في حيثيات القضية.