فاصلة:
(بتتالي الضربات نقطع السنديانة الضخمة)
- حكمة يونانية -
نتحدث كثيراً عن أهمية ثقافة التطوع في مجتمعنا مع أنها من وجهة نظري حالياً موجودة والجيل الجديد مهتم بمساعدة الآخر والمشكلة في محدودية هذه الثقافة هو دور الأسرة التي فيما يبدو لا تشجع أطفالنا على عمل التطوع.
في البلاد الغربية خاصة وقت الصيف وإغلاق المدارس تجد الأطفال يعملون أعمالا بسيطة هدفهم منها أن يتبرع الناس للجمعيات لديهم أو الكنائس وتجد الطفل لا يتجاوز 8 سنوات يقف بجانب نقاط البيع ليساعد الزبائن في تجميع المشتروات في الأكياس تماماً كما يفعل العامل الآسيوي لدينا ويعطيه البعض منا نقوداً قليلة تعاطفاً معه.
وفي مدارسهم في المرحلة الثانوية يوجد لدى الطلاب الزام بالعمل لفترة محددة لا تتجاوز أسابيع قليلة في محال معينة تحددها المدرسة ويعمل الطالب في المطعم أو المكتبة أو «السوبر ماركت» دون أن يتقاضى أجراً مادياً ولكن المعلم أو المعلمة تقيم أداءه للعمل
في بلادنا هذه الفكرة، تحقق هدفين الأول زرع ثقافة العمل الخيري في نفوس الاطفال والثاني كسر العرف الاجتماعي الذي صنف الأعمال الشريفة إلى درجات فأصبحت الأعمال المهنية لا تليق إلا بالفقراء والمحتاجين.
لذلك فإن لدينا أطفالاً وشباباً مستعدين للعمل التطوعي ومساعدة الآخر وقد برزوا في التعامل مع أزمات مجتمعنا مثل سيول جدة لكن المشكلة ما غرسناه فيهم من قيم لا تمت للإسلام بصلة في انتقاء العمل وانتقاء الآخر الذي نساعده ليفقد العمل قيمته العميقة، ولو تأملنا فيما فعلنا لاكتشفنا أنها مجرد أعراف اجتماعية اعتدنا على الالتزام بها دونما أدنى تفكير في جدواها.
أعرف أن للأعراف الاجتماعية سلطة قوية على الفرد في المجتمع لكن إذا أردنا أن نعيش في توافق نفسي مع أنفسنا فلننظر إلى ما تفعله بعض الأعراف الاجتماعية في حياتنا لندرك أنها إذا ما خالفت الدين فبشيء من الإصرار يمكننا أن نتخلص من قيودها علينا.
جرب أن تناقش أطفالك في بعض ما تمنعه عنهم فإذا سألوك لماذا ولم تستطع أن تقدم إجابة منطقية فهذا لأنك لا تعرف جدوى لهذا المنع سوى أنك اعتدت أنه عمل ممنوع فقط.
ثقافة العيب والمنع تحتاج إلى خلخلة ليستطيع أولادنا أن يتعلموا كيف لا يخدرون عقولهم.
nahedsb@hotmail.com