كــعــادتـها جريدة الجزيرة تجعلنا دائماً في قلب الحدث، فقبل أقل من شهرين أسدل الستار على حدث جميل الكل ينتظره كل عام ويحظى باهتمام الصغير قبل الكبير، وبالتأكيد مرت أيامه بسرعة عالية مواكبة لسرعة زماننا الحالي وجعلتنا نتذكر فقط الأوقات الجملة التي قضيناها فيه إنه المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يضع التاريخ بين يديك في مكان ووقت واحد.. فمع اتساع المملكة العربية السعودية وكبر مساحتها وتنوع العادات والتقاليد فيها والتي تصب بكل تأكيد في مجال القيم والعادات الأصيلة إلا أن رجال الحرس الوطني -الجهة المنفذة لهذا المهرجان- قد استطاعوا وبكل حرفية واقتدار أن يمزجوا بين الحاضر والماضي ويخرجوا لنا بصورة جميلة وهم الذين لا يألون جهداً في تذليل الصعاب متمسكين بالتوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي وضع البذرة الأولى لقيام هذا المهرجان قبل أكثر من ربع قرن وتحمل نقل التراث إلى الأجيال القادمة مما جعل هذا المهرجان مقصداً سنوياً لكل متذوق للتراث والحضارة وبحرفية عالية من نجله صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة -سلمه الله-.. فلو نظرنا عزيزي القارئ إلى أهداف هذا المهرجان فمن أهدافه التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية وكذلك المزج بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي، وكذلك شحذ الهمم للبحث عن الموروث الشعبي والمحافظة عليه كما وجد بشكله البدائي وإبراز الجوانب الإيجابية فيه والسلبي لتمثيلها في الحاضر بشكل حضاري ومواكب للتطوير الذي تمر به المملكة العربية السعودية والتي بالفعل تسبق الزمن في التطور تحت ظل القيادة الحكيمة وهذا المهرجان يعد محطة تاريخية للأجيال للتأريخ في المستقبل، حيث إنه يجعل الزمن يتوقف مع الاستمرار في التطور، وإذا اتجهنا إلى البرامج المعدة أثناء إقامة المهرجان فنجد أن الأيام المعدة لا تكفي لأن تحيط بكل ما يحدث بين جنبات ذلك المهرجان فقد لا تشبع نهمك التراثي وأنت تتجول بين ردهات كل منطقة، وما أعدته لزوارها.. ومن الطبيعي أن كل منطقة تعرض أفضل ما لديها وتتفاخر بذلك ومن حقها؛ فالمملكة ثرية ومجال خضب للتراث، فمن أرضها مر التاريخ، والكل ينظر لها كمركز للكون بوجود مكة المكرمة مهبط الوحي ومهد الرسالات؛ ومع قلة التنقيب في الأماكنلتراثية بها إلا أنها تزخر بكل مقومات السياحة التراثية ولا أستطيع وصف السعادة الغامرة لأبنائي عندما تجولنا بين ردهات المهرجان ولا أخفي عليكم فقد أخذتني الحيرة فمن أين أبدأ؟.. ومن يأخذ الأولية من رحلتنا هذه؟.. ولكن برغم ذلك فقد استمتعنا بكل لحظة، بقينا فيها في المهرجان ومن باب الحرص على المشاركة وليس النقد أرجو أن يتسع صدر اللجنة المنظمة للمهرجان لأقدم لهم بعض المقترحات وهي كالآتي:
1- أن يكون هناك افتتاح رسمي كل عام بمثل ما هو حاصل في الوقت الحالي، ولكن تبقى الفعاليات مستمرة فقط في المناسبات مثل الأعياد والعطل الدرسية وكذلك اليوم الوطني، لكون هذا المحفل أكثر جذباً للسياحة الداخلية في تلك المناسبات.
2- تكثيف المرشدين للتعريف بكل منطقة من حيث التاريخ والمعالم التاريخية الموجودة بها وما تنتجه في جميع المجالات وإذا لم يتوقع ليكن في كل مدخل لكل منطقة شاشة إلكترونية تعرف بذلك (يمكن للزائر التعامل معها بكل سهولة).
3- ذُكر أن هناك خرائط لتحديد مواقع المناطق واتجاهاتها ولكن لم تتوفر بشكل مناسب فقد يكون من المناسب وضع (ستاندات) أمام كل بوابة من بوابات موقع المهرجان بها نسخ (كروكي للمواقع الموجودة) ومنشورات تعرف بالمهرجان وما يحتويه وأي نشرات داخلية وكذلك الفعاليات الموجودة في كل يوم.
4- وضع خريطة كبيرة أمام مدخل كل منطقة تحدد موقع هذه المنطقة وحدودها ومناخها العام كجانب سياحي لها.
وأخيراً.. وليس آخراً أقول لمن لم يذهب للمهرجان هذا العام 1432هـ لقد فاتك الكثير فانتظر بعد عام وبالتأكيد القادم أحلى.
سعود بن إبراهيم الرضيان - الرياض