في خطوة تستحق الإشادة وفي رد فعل سريع تصدى اتحاد الكرة السعودي لكرة القدم لألعوبة (الكباري)، وبادر بالقضاء عليها قبل أن تسود الفوضى وتستشري وتبدأ القرصنة على المكشوف بين الأندية وكل نادٍ يحرّض لاعبي الفريق الآخر على التمرد ورفض عروض الاحتراف من ناديه..
وتعطيل مسرحيات (الكباري) يهدف للقضاء على هذا الاحتراف الكاذب الذي لا يمت بصلة للاحتراف الحقيقي والمطلوب للاعب السعودي خارجياً.. لأن النادي الخارجي يستخدم فقط كـ(محطة ترانزيت) أو للقيام بدور (التيس المستعار) ولكن على الطريقة الكروية..
وقرصنة اللاعبين و(الكباري) ستقضي على البنية التحتية السنية للأندية.. فلن يقبل أي نادٍ أن يكون (فقاسة) يؤسس لاعباً ويبنيه ويطوّره وفجأة وبلمح البصر ينتقل لنادٍ آخر كـ (الوجبة الجاهزة)..
أما من انتفض ضد هذا القرار فهم المنتفعون من سالفة (الكباري).. ربما نتفهم غضب السماسرة.. لكن أستغرب من أندية أو محسوبين عليها من الأبواق ينتقدون القرار ويقولون إنه مقصود به النادي الفلاني والعلاني ومثل ما يقولون (شين وقوي عين) هؤلاء قبل القرار ينفون أي مفاوضات.. وينفون أنهم يشتغلون من تحت لتحت.. وينفون أي تخطيط لـ (كباري) ويعتبرونها تهمة لا تشرف.. والآن سقطت الأقنعة وكشَّروا عن أنيابهم بعد أن قطع اتحاد الكرة الطريق عليهم وحرمهم من لعبة (الكباري) وقرصنة لاعبي الأندية بمبالغ زهيدة.
التحكيم وسيلة وليس غاية
من قرارات اتحاد الكرة التي أرى أنها أتت في غير وقتها ولها سلبياتها تقليص فرصة طلب النادي لحكام أجانب إلى ثلاثة بدلاً من أربعة.. في وقت كنا نتمنى رفع المعدل نُفاجأ بالتقليص.. السؤال المهم الذي يطرح نفسه.. هل الأهم تطوير التحكيم أم تطوير الكرة ورفع مستواها..؟ بالتأكيد الغاية هي الارتفاع بمستوى الكرة والمنافسات المحلية وتوفير جو تنافسي هادئ ومريح.. وصناعة منتخب سعودي قوي.. أما التحكيم فهو وسيلة وليس غاية بذاته ومجرد أداة مساعدة لإنتاج وإخراج مباراة متميزة وعادلة.. ولو أمكن الاستغناء عن الحكام ولجانهم لتم ذلك على الفور..
الدول تُعرف رياضياً وتشتهر بمستواها الكروي الفني.. وليس بحكامها.. لم تُعرف البرازيل أو ألمانيا أو الأرجنتين أو إيطاليا... إلخ.. ولم يرتفع شأنهم رياضياً إلا بمنتخباتهم الكروية ولم يسأل أحد عن حكامهم ومستواهم..
الأنباء تقول إن تقليص الاعتماد على الحكام الأجانب أتى باقتراح وطلب من رئيس لجنة الحكام عمر المهنا.. فهل الأستاذ عمر لديه حكام قادرون على إدارة منافسات ساخنة وقيادة لقاءات حساسة لا تقبل أنصاف الأخطاء..؟!
مباريات الدوري 192 مباراة.. ولو أن ما تُسمى الأندية الكبيرة استخدمت حقها في طلب الأجانب.. لبلغت 20 مباراة بتحكيم أجنبي..؟ مقابل 172 مباراة بحكام سعوديين؟.. أي يدير الحكام السعوديون 86% من مباريات الدوري.. فماذا يريدون أكثر من ذلك؟.. الحكام الأجانب يُندبون لمباريات معينة لحماية الدوري وسلامة منافساته وتفادي المشاحنات والمهاترات.. وتوفير أجواء صحية حتى للحكام المحليين؟
لست أشكك بالحكم السعودي.. ولا أشكك بنزاهتهم أو أمانتهم.. بل أرى أن بعضهم أفضل من بعض الحكام الأجانب الذين يأتون هنا.. لكن الفرق بين الحكم السعودي والأجنبي.. أن السعودي يعيش بيننا ويتأثر بشكل أو بآخر بالضغوط الإعلامية والجماهيرية والتصريحات الإدارية.. فيدخل المباراة بذهن مشوش وبكثير من التردد والقلق من ردود الفعل تجاه تحكيمه للمباراة.. لذا تكثر أخطاؤه.. بعكس الأجنبي فهو يأتي ولا يقرأ ولا يسمع وغريب عن الوسط الرياضي ولا يكاد يعرف حتى اسم نادٍ واحد هنا.. ويدير المباريات ويرحل.. وقد يكون له أخطاؤه، بل كوارثه ومع هذا لا يتعرض إلى رد فعل عنيف كما يحدث للحكم المحلي..
مثلاً الهلال في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتحاد وفي مباراتين متتاليتين تعرض لأخطاء تحكيمية أسهمت بخروجه من البطولة.. في مباراة الذهاب الحكم احتسب جزائية مشكوكاً بها.. وفي الإياب تجاهل الحكم الآخر جزائية واضحة.. ومع هذا كان رد الفعل الهلالي فاتراً.. وهو رد فعل سيكون أكثر حدة لو حدث من حكم محلي؟.. فإذا كان النادي يرغب بالحكم الأجنبي وسيتحمل تكلفته فما المانع من تلبية طلبه؟..
إذن قرار التقليص في هذا الوقت خاطئ.. فإذا كان الحكم الأجنبي سيوفر أجواء هادئة ويحجم من المشاحنات والمهاترات والاحتقان والتراشق الإعلامي.. فليستمر حتى تتغير الأجواء وتتحسن الظروف وتتهيأ العوامل التي تمكن الحكم المحلي من إدارة المباريات بكل ارتياح ودون خوف أو قلق..
سياسة المنتخب الجديدة
التأسيس لمرحلة وتعامل جديد مع المنتخب ومدربه تحديداً هذا ما يمكن استنتاجه من تصريح الأمير نواف بن فيصل عقب التوقيع مع مدرب المنتخب الجديد الهولندي فرانك ريكارد.. بتخويله كافة الصلاحيات ومنحه وقتاً واسعاً للعمل بإبرام عقد طويل معه والتخلي عن منهجية المحاسبة السريعة من خلال حصيلة مباريات أو نتيجة مشاركات في بطولة أو بطولتين أو رضوخ لضغوط إعلامية.. في سياسة متهورة كبَّدت المنتخب عدم الاستقرار والاضطراب.
مثل هذا التصريح يفتح نافذة الأمل في رؤية منتخب مستقر ومدرب يعمل بارتياح وتروٍ ودون قلق من محاسبة سريعة وتقييم متعجل قد يؤذن برحيله دون النظر في الظروف والاعتبارات التي يعمل فيها..
شريحة من الإعلام الرياضي اعتادت زرع الشكوك تجاه المنتخب من جهة المدرب وأنه مسيّر ويتم التدخل بعمله خلال المباراة أو من خلال تسمية تشكيلات المنتخب.. وما زالت هذه السياسة الإعلامية المتحيزة للميول (النادوية) على حساب المنتخب حاضرة خلال انتقاد تشكيلة المنتخب الأخيرة أو المدرب الجديد.. بحجة أن المدرب لم يخترها!!.. وهذا نوع من الحماقة والاستغباء لان أصحاب هذا الرأي يعوون أن اختيار العناصر لن يكون للمدرب فيه دور بحكم أنه جديد ولم يكن تم إبرام عقد معه قبل ترشيح العناصر..
والمدرب حتماً سيجري تعديلاته ويبدأ يضع العناصر عندما تنطلق المنافسات المحلية.. ولكن هؤلاء يريدون فقط بقاء فكرة الشك والارتياب نحو المنتخب.. رغم أن التشكيلة الأخيرة منطقية فهي تضم في غالبيتها الكاسحة لاعبي فرق المقدمة بالدوري.. بل تضمنت أسماء طالما أقلقوا وزعزعوا المنتخب بسبب عدم ضمها.. وغابت عن التشكيلة أسماء طالما شحنوا الوسط الرياضي ضد وجودها.. ولكن هؤلاء أدمنوا زعزعة المنتخب..
وحتى المدرب الجديد لم يبدأ العمل ومع هذا بدؤوا بتقييمه مبكراً والتخندق ضده والتنقيب عما يرونه سلبيات.. دون منحه فرصة العمل لوقت كافٍ.. ولعل السياسة الجديدة التي أعلنها الأمير نواف بمنح كافة الصلاحيات والوقت للمدرب تقلل من حجم النقد المتعجل للمنتخب.. ليرفعوا أقلامهم وسهامهم ولو مؤقتاً عن المدرب وعمله..
ضربات حرة
- لا جديد وإحصاءات هيئة دوري المحترفين تؤكد تصدر الهلال للجماهيرية الأكبر في مباريات الدوري.. وهذه شهادة جديدة إضافية على تفرُّد الهلال بالجماهيرية ودون منافس..
- هذا يؤكد رأيي بعدم الحُكم على التفاعل والحضور الجماهيري من خلال النقل التلفزيوني.. لأن المخرجين الرياضيين ما زالوا يمارسون دور المشجع عند إخراج المباريات..
) الهلاليون الأكثر شعبية في كل مكان وموقع.. ما عدا موقعين.. فئة الحكام وفئة الإعلاميين خصوصاً (الفضائيين) منهم.
- الهلاليون لم يكونوا راضين عن حجم الحضور الجماهيري لمباريات الفريق خصوصاً بالرياض في الموسم الفارط وأنه لا يتناسب مع شعبية الفريق!.. ومع هذا جماهير الهلال حافظت على الصدارة الجماهيرية..
- الحارثي ما زال وضعه (معلَّقاً).. فلا النادي جدد له.. ولا هو الذي أُطلق سراحه.. حيث يشترط النادي دفع ما يقارب المليون لجعله حراً!.. النادي يُراهن على الزمن وتضييق الخناق على اللاعب مع اقتراب قفل فترة التسجيل.. ليرضخ اللاعب ويدفع المليون أو يقبل التجديد بمبلغ زهيد.. ويصير (الذابح) (مذبوحاً)..
- الأستاذ غانم القحطاني ومن خلال اتصال هاتفي.. أكد أنه عرض على عدد كبير من الهلاليين القدامى الظهور في الفيلم الوثائقي عن تاريخ كأس الملك للتعليق.. ولم يتجاوب منهم أحد!..
- الفرق النقطي بينهم وبين بطل الدوري 21 نقطة.. ومع هذا يقولون لولا التحكيم لنافسنا على البطولة.. فللقضاء على مثل هذه التصريحات الكوميدية.. ندعو إلى استمرار الحكم الأجنبي..
- قول اللاعب سعيد العويران «إن قدمه الشمال تساوي تاريخ البلطان الرياضي وإن البلطان كان يحلم بمصافحته».. قول معيب وغير لائق وعلى اللاعب الاعتذار.. فالبلطان له تاريخه وثقله الإداري في الوسط الرياضي.. ونادي الشباب يستطيع أن يصنع عشرات اللاعبين بمستوى العويران وأفضل.. لكن من الصعب توفير أشخاص كالبلطان.. ومهما حدث من خلاف فلا ينبغي أن ينحدر الحديث إلى هذا المستوى من الإسفاف والنرجسية..
- (التيس المستعار) السويسري انتقد قرار الاتحاد السعودي بتعطيل (الكباري).. بل وبكل بجاحة هدد بالشكوى لدى الفيفا.. بسبب حرمانه من (البرسيم).